2 ـ لذلك فأنت أيها الحبيب، والمشتاق إليه جداً بالحق، قد صنعت ما هو موافق لتقليد الكنيسة، ومناسب للتقوى نحو الرب، بتوبيخك ونصحك وتعنيفك لمثل هؤلاء . ولكن حيث إنهم مُحرَّكون من أبيهم الشيطان، فإنهم " لا يعرفون ولا يفهمون " كما هو مكتوب بل " في الظلمة يتمشون " (مز5:81).
فليتعلموا من قدسك أن ضلال فكرهم هذا إنما هو خاص بفالنتينوس وماركيون ومانى [1] فالبعض من هؤلاء استبدلوا (في الشرح) المظهر بالحقيقة، والبعض الآخر قسموا ما لا ينقسم . وأنكروا حقيقة أن " الكلمة صار جسداً وسكن فينا (يو14:1).
وحيث إنهم يفكرون بأفكار هؤلاء الناس، فلماذا إذاً لا يكونون ورثة لأسمائهم أيضاً ؟ فماداموا يعتنقون آراءهم الخاطئة، فمن المعقول أن يتخذوا أسماءهم أيض، لكى يُطلق عليهم من الآن فصاعداً : فالنتينيون، وماركيونيون ومانويون . وربما إذا كان الأمر كذلك، فبسبب إحساسهم بالعار من نتانة أسماء (هؤلاء)، فربما يستطيعون أن يدركوا مدى الكفر (عدم التقوى) الذى سقطوا فيه . ويكون من حقنا ألاّ نرد عليهم إطلاقاً بحسب التحذير الرسولى " الرجل المبتدع بعد الإنذار مرة ومرة ثانية، أعرض عنه، عالماً أن مثل هذا قد انحرف وهو يخطئ محكوماً عليه من نفسه " (تى11،10:3) وبنوعٍ خاص ما يقوله النبى عن مثل هؤلاء " لأن الغبى (اللئيم) يتحدث تفاهات، وقلبه يتفكر في أمور باطلة " (إش6:32).
ولكن بما أنهم مثل زعيمهم (آريوس)، يجولون كأسود ملتمسين من يبتلعونه (قارن 1بط8:5) من بين المستقيمى القلوب ـ لأجل ذلك صار لزاماً علين، أن نكتب لقدسك ثانية، حتى أن الاخوة بعد أن يتعلموا ثانية من نصائحك، يستطيعون أن يدينوا أكثر، تعاليم هؤلاء الناس الباطلة .