7 ـ ولكن بما أنهم يتعللون بالمكتوب فى الأمثال " الرب خلقنى بداية طرقه لأجل أعماله " (أم22:8) ويرددون مع أنفسهم قائلين ها قد خلق، وها هو المخلوق . لذلك فمن الضرورى أيضاً أن نوضح من هذا أنهم يضلون كثيراً غير عالمين هدف الكتاب الإلهى . إذن فإن كان هو الابن فحاشا أن يُقال إنه مخلوق . وإن كان مخلوقاً فحاشا أن يُقال إنه ابن . لأننا قد برهنا فيما سبق على أنه يوجد اختلاف كبير بين المخلوق والابن . وحيث إن معنى الكمال لا يشمل الخالق والمخلوق بل الآب والابن، فالضرورة تمنع أن يُقال إنه مخلوق، بل بالحرى أن يُقال إن الرب ابن . وقد يقول البعض، ألم يكن هذا مكتوباً إذن ؟ . نعم قد كُتب، ولكن من الضرورى أن يُقال إن الهراطقة، يفكرون تفكيراً سيئاً فى الأقوال الحسنة. لأنهم لو فهموا وعرفوا خاصية المسيحية لَما قالوا إن رب المجد مخلوق، ولَما تعثروا فى الكلام الصالح المكتوب. لذلك فأولئك " لم يعرفوا ولم يفهموا " (مز5:81) كما هو مكتوب " يسيرون فى الظلام " (يو35:12) ومع ذلك فمن الضرورى أن نتكلم لكى يظهر أن أولئك أغبياء فى هذ، ولا نسكت عن إقامة الدليل ضد كفرهم حتى وإن تراجعوا عنه. فالخاصية التى تميز الإيمان بالمسيح هى هذه : أن ابن الله هو كلمة الله لأن " فى البدء كان الكلمة .. وكان الكلمة الله " (يو1:1) وهو حكمة الآب وقوته " لأن المسيح هو قوة الله وحكمة الله "(1كو24:1) هذا الذى صار إنساناً فى آخر الدهور لأجل خلاصن، لأن يوحنا نفسه الذى قال " فى البدء كان الكلمة " ما لبث بعد قليل أن قال " والكلمة صار جسداً " (يو14:1)، هذا القول يعنى أنه قد صار إنساناً . والرب أيضاً يقول عن نفسه " لماذا تطلبون أن تقتلونى وأنا الإنسان الذى قد كلمكم بالحق " (يو40:8) وبولس الذى تعلم منه اعتاد أن يقول " إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان المسيح يسوع " (1تيمو5:2) فالإنسان الذى كوّنَ الأجناس البشرية ودبره، وطرد الموت وأبطله عن، يجلس الآن عن يمين الآب وهو كائن فى الآب والآب كائن فيه، كما كان دائماً وسيكون إلى الأبد .