5 ـ فبما أن هذه الأشياء قد حدثت وكُتبت، فمن يجهل أن كل ما هو للآب فهو للابن، حيث إن الابن ليس شبيه بين المخلوقات، لأن الابن هو من نفس جوهر الآب ؟ . فإنه إن كان هناك شبه بين مخلوق وآخر فإنه يكون بينهما قرابة أيضاً إذ هما من نفس الجوهر، هكذا يكون الغريب أيضاً بالنسبة لجوهر الأشياء المخلوقة . وبالمثل أيضاً فإن كلمة الآب لا يكون مختلفاً عن الآب . وطالما أن له كل ما هو للآب فمن المعقول أن يكون من نفس جوهر الآب، لأن الجوهر المخلوق لا يستطيع أبداً أن يقول " كل ما للآب هو لى" (يو15:16). لأن الجوهر المخلوق إذ له بداية تكوين، ليس كائناً بذاته، أما الله فهو كائن منذ الأزل . ولهذا فحيث إن الابن له كل هذه الصفات، وكل ما قيل عن الآب قبل ذلك، هو عن الابن أيضاً فمن الضرورى أن يكون جوهر الابن غير مخلوق، بل هو واحد مع الآب فى الجوهر . وبالإضافة إلى ذلك فإنه بحسب هذا الأمر لا يجوز أن تُنسب لأى جوهر مخلوق الخصائص الخاصة بالله . فمن بين تلك الخصائص المتعلقة به، والتى يُعرّف بها الله : أنه ضابط الكل، وأنه الكائن، وأنه غير المتغير، والصفات الأخرى التى سبق أن أخبرنا به، حتى لا يبدو الله ذاته من نفس جوهر المخلوقات، كما يقول الجهلاء أنه يمتلك ما يستطيع أن يحصل عليه مثله مثل المخلوقات .