4 ـ وأيضاً فإن الأشياء التى وُجدت، لم تكن موجودة ثم بعد ذلك وُجدت . لأنه صنع الأرض من العدم . وهو " الذى يدعو الأشياء غير الكائنة كأنها كائنة " (رو17:4) وهى مصنوعة ومخلوقة ولذلك كانت هناك بداية لوجود هذه الأشياء . لأنه " فى البدء خلق الله السموات والأرض " (تك1:1) وكل ما فيها . إذ يقول أيضاً " يدى صنعت هذه الأشياء " (إش2:66) والابن أيضاً هو إله كائن على الدوام كالآب أيضاً . وهكذا فإن هذا هو التعليم الذى قبلناه وتسلمناه، فإنه ليس مخلوقاً بل خالقاً . وهو ليس البيت المبنى بل هو بانيه، وصانع أعمال الآب . لأنه به صارت الدهور (العالمين) (عب2:1) وبغيره لم يتكون أى شئ (يوحنا3:1). كما علّم الرسول بما جاء فى المزمور، لإنه " من البدء أسس الأرض والسموات هى عمل يديه " (10:1، مز26:101). وأيضاً فليس شئ من المخلوقات هو بالطبيعة إله. بل إن كل الأشياء المخلوقة تكونت، وهذه الأشياء سُميت : الواحدة سماء، والأخرى أرضاً والبعض أنوار فى السماء وأخرى نجوماً، والبعض بحراً وأغواراً عميقة ودواباً وأخيراً الإنسان. وقبل كل هذه المخلوقات، خلق ملائكة ورؤساء ملائكة، وشاروبيم، وقوات، ورئاسات وسلاطين، وأرباب، وفردوساً . وهكذا ظل كل واحد من المخلوقات موجوداً. فحتى إذ دُعيت آلهة فهى ليست آلهة بالطبيعة، بل عن طريق اشتراكها فى الابن. لأنه هكذا قال أيضاً " إن كان قد قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله" (يو35:10) وعلى هذا الأساس فلكونهم ليسوا آلهة بالطبيعة، فإنهم عندما يلتقون، يسمعونه قائلاً " أنا قلت أنكم آلهة، وبنو العلى كلكم، ولكنكم كأناس تموتون " (مز6،7:81). بعد أن استمع لقولهم " أنت إنسان ولت إلهاً " . أما الابن فهو إله حقيقى كالآب لأنه كائن فى الآب والآب كائن فيه . وهذا ماكتبه يوحنا بحسب ما قد أُعلن له . كما يرتل داود " كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، صولجان استقامة، صولجان ملكك " (مز7:44) وإشعياء النبى يصرخ قائلاً : " تعب مصر وتجارة الأثيوبيين، والسبئيون ـ الرجال ذوو القامة ـ إليك سيعبرون ويسيرون خلفك وهم مقيدون بالأغلال، وسيسجدون لك لأن الله فيك . لأنك أنت هو إله إسرائيل ولم نكن نعرف " (إش15،14:45) فمن هو إذن الإله الذى يكون الله فيه إن لم يكن هو الابن القائل " أنا فى الاب والآب فىّ " (يو10:14).