عرض مشاركة واحدة
قديم 06 - 06 - 2012, 07:44 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,871

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

2 ـ إن تفكير الآريوسيين فانٍ وفاسدٍ، وأما كلمة الحق التى كان يليق أن تكون فى فكرهم فهى هكذا : إن كان المصدر (المنبع) والنور، والآب هو الله، فليس من العدل أن يُقل إن المصدر (الينبوع) بلا ماء ولا أن يكون النور بلا إشراق، ولا الله بغير كلمة، حتى لا يكون الله غير حكيم أو غير ناطق أو بغير نور. ولهذا السبب نفسه، فكما أن الآب أزلى يلزم أيضاً أن يكون الابن أزلياً كذلك . لأن كل ما نفكر به من جهة الآب فهو بلا شك للابن أيض، كما يقول الرب نفسه " كل ما هو للآب فهو لى " (يو15:16) وكل ما هو لى فهو للآب. لذلك فإن الآب أزلى، والابن أزلى أيض، لأنه بواسطته قد تكونت الدهور( قارن عبرانيين 2:1) فكما أن الآب كائن كذلك فمن الضرورى أن يكون الابن أيضاً كائن، " الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين "(رو5:9) كما قال الرسول بولس. وكما أنه لم يجرِ العرف على أن يُقال عن الآب إنه جاء إلى الوجود على اعتبار أنه لم يكن موجود، هكذا ليس من اللائق أن يُقال عن الابن إنه جاء إلى الوجود لأنه لم يكن موجوداً ـ فالآب قادر على كل شئ، والابن قادر على كل شئ، كما يقول يوحنا " الكائن والذى كان والذى سيكون القادر على كل شئ "( رؤ8:1). الآب نور، والابن شعاع ونور حقيقى . الآب إله حقيقى والابن إله حقيقى. لأنه هكذا كتب يوحنا " ونحن فى الحق، فى ابنه يسوع المسيح، هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية "(1يو20:5) فليس هناك شئ على الإطلاق يخص الآب دون أن يخص الابن أيضاً . ولأجل ذلك فإن الابن هو فى الاب، والآب هو فى الابن . وحيث إن أمور الآب هذه هى فى الابن، فإن هذه الأمور نفسها أيضاً تُدرك فى الآب وهكذا يُفهم القول " أنا والآب واحد "( يو9:14) حيث إنه ليس فيه (فى الآب) أشياء وفى الابن أشياء غيره، بل إن ما فى الآب هو فى الابن . وحيث إنك ترى فى الابن ما تراه فى الآب، لذلك فلتفكر جيداً فى قول الرب " من رآنى فقد رأى الآب " (يو9:14).
  رد مع اقتباس