عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 05 - 2014, 12:43 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,924

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شوكة الخطية

أمثـلة
لقد ذكر الكتاب المقدس، وكذلك كتب الآباء القديسين أمثلة كثيرة، وكلها تؤكد أنَّ الخطايا سلسلة متماسكة، كل حلقة منها مرتبطة بما قبلها وما بعدها، ومن أبرز تلك الأمثلة:
آدم وحواء
جلست أُمنا حواء مع الحية، التي بدأت تكلّمها كلاماً مناقضاً لكلام الله، لكنّه مُغري، فالله أوصاه أن يأكل من جميع شجر الجنة إلاَّ شجرة معرفة الخير والشر: " لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتا ًتَمُوتُ " ( تك17:2)، والحية قالت: " يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ " ( تك5:3).
فتطلعت حواء أن تصير كالله!! فسقطت في الكبرياء، وأيضاً في الشك وفقدان الثقة في كلام الله، وهنا دخلت الشهوة قلبها، يقول الكتاب المقدس: " فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ " ( تك6:3).
وبعد شهوة الأكل كانت شهوة الجنس، فقبل الأكل كانا كلاهما عريانين، وهما لا يخجلان (تك25:2)، أمَّا بعد السقوط " فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ، فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ " ( تك 7:3).
قايين
بدأت سلسلة خطايا قايين بالحسد والغيرة، حدث ذلك بعد أن قبل الرب قربان هابيل ولم يقبل قربانه، ثم تطوّر الحسد إلي غضب: " فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدّاً وَسَقَطَ وَجْهُهُ " (تك5:4). وقاده الغضب إلي القتل، وبعد القتل نراه يكذب، فعندما سأله الله عن هابيل قال: لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟ " (تك9:4).
العالم القديم
إنَّ قصة السقوط المريعة التي تسببت في فناء العالم كله بالطوفان بدأت بنظرة: " أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ " (تك2:6)، فهم إذ رأوا اشتهوا، " ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً " (يع15:1)،
فلما اشتهوا مالت أجسادهم وأرادوا إشباع شهواتهم، " فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا " (تك2:6)، ولكن كما يقول معلمنا بولس الرسول: " لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ " (1كو33:15)، وهذا ما قد حدث، إذ عمّ الفساد وانتشر الشر علي الأرض، حتى إنّ الرب حزن أنَّه عمل الإنسان، فكان لابد من عملية تطهير للفساد، فأتى الله علي العالم بماء الطوفان...
فالبداية كانت نظرة شريرة من قوم فاسدين، وهذه النظرة الشريرة قادت إلي خطايا أُخري، انتهت بالهلاك والفناء.. ولهذا يقول القديس أغسطينوس:
" إنَّ حلقات السقوط أربعة: نظرة، فتصور، فهُيام، فسقوط ".
داود النبيَّ
بدأت سلسلة خطايا داود، بقليل من الكسل والفراغ، فكان يجلس في البيت ولا يخرج للحرب كما كان يفعل من قبل، وهذا الفراغ قاده إلي النظر لخصوصيات الناس، فتطلّع وهو يتمشي علي السطح وقت المساء إلى إمرأة وهي تستحم، وإذ كانت المرأة جميلة أرسل إليها فاضطجع معها، وسقط رجل المزامير العظيم في خطية الزنا!! ولكي يخفي خطيته التي تورط فيها، أمر بقتل زوجة أوريّا وهو في الحرب حتي يستطيع أن يتزوجها.. (2صم11).
يهوذا الإسخريوطيّ
كان خطية حُب المال هو الخطية الأولي التي دخلت إلي قلب يهوزا، تلك التي قال عنها معلمنا بولس الرسول إنَّها " أصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ " (1تي10:6).
وهذه الخطية هى التي قادته إلي سرقة الصندوق الذي عهد به إليه الرب (يو6:12)، ومحبة المال قادته أيضاً إلي إدانة مريم، عندما دهنت قدمي يسوع بالطيب في بيت عنيا ( يو12: 1-8)، ثم الخيانة إذ سلم الرب بثلاثين من الفضة، وهذه الخطية الشنعاء قادته إلي اليأس وفقدان الرجاء، الذي قاده إلي الانتحار، إذ " مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ " ( مت27: 3-5).
يعقوب المجاهد
كان لملك إبنة صرعها روح نجس، ولم يستطع أحد إخراجه.. فذهبوا إلي القديس يعقوب المجاهد، فلمَّا صلي عليها خرج الروح النجس، ولكن ما أن عادت إلي بلدها حتى عاد إليها مرّة أُخري.. فعادوا بها للقديس فصلي عليها فخرج الروح النجس، ولكنه عاد إليها مرّة أُخري، فسافروا مرَّة ثالثة.. فقرر الملك أن تبقي ابنته بجوار القديس فبنوا لها حجرة.. وكان الشيطان كلَّما يصرعها يدخلونها إليه، وتطوّر الأمر إلي أن أبقوها معه ثم تركوها ومضوا!! ولكن بمرور الوقت تكوّنت دالة بين الفتاة والقديس، وهذه الدالة تطورت إلي خطية، إذ سقطا في الزني، وحبلت الفتاة.. فلما رأي أن الخطية ستنكشف وتضيع سمعته، وربّما يقتله الملك، وسوس له الشيطان أن يقتلها، فقتلها ودفنها في مكان بعيد! وحدث أن جاء رسل الملك يسألوا عنها، فكذب وقال: إنَّ الشيطان صرعها مرَّة، فانطلقت بسرعة هاربة في الجبل، ولم أستطع اللحاق بها واختفت، فصدقوه لأنَّه لم يكن موضع شك!!
وبهذا سقط القديس في ثلاثة خطايا ألا وهى: الزنا الذي قاده إلي القتل، الذي قاده إلي الكذب لكي يخفي جريمته.
  رد مع اقتباس