هنا يبدو للإنسان أنَّ هذه الشخصية التي قد صادفه رؤياها، هي التي تُعزيه حينما ينزل بساحته الهم، وتأخذ بيده حينما يستبد به الضعف، وترسم له طريق الحياة، وتقدم له يد المعونة.. على الرغم من أنَّ هذه الشخصية قد تكون عاجزة بالفعل عن تحقيق كل هذه الأوهام، بل عاجزة عن حل مشاكلها وتحقيق السعادة لنفسها.
إنَّها حالة أقرب إلى الخيال ومع هذا يقنع بها الإنسان! لأنَّه في بعض اللحظات يريد أن يحيا هذا الوهم، أو يستغرق في ذاك الخيال!
مثل هذه الأوهام كثيراً ما قد تحدُث في مرحلة المراهقة، فتدفع بالواحد منهم إلى الشعور بالحاجة إلى الجنس الآخر، كما يشعر الجوعان بالحاجة إلى الطعام، فما أن يظهر على مسرح حياته امرأة - شابة كانت أم كهلة – فسرعان ما يسند إليها الفتى دور البطولة! والسبب:
إنَّ الفتى في مرحلة المراهقة، يكون في حالة سلبية من الانفعال، مثله في ذلك كمثل جسمنا، حينما يكون في حالة ضعف أو إعياء، فيقع تحت أول جُرثومة تُهاجمه من الخارج، وعندئذ يأتي المؤثر العاطفيّ- كائناً ما كان- فيوقعه في الحُب مع من يتصادف مقابلتها في الطريق أو أيّ مكان آخر!
نعترف بأنَّ الحُب أيسر الأمور وأعسرها في وقت واحد، فهو أعسرها: لأنَّه يتطلب منَّا أن نتنازل عن أنانيتنا الجامحة، وحبنا المَرَضيّ لأنفسنا، وبحثنا الدائم عن منفعتنا.. ولكنَّه في نفس الوقت أيسرها لأنَّه: لا يتطلب سوى بساطة ذهنية ووضوح وتلقائية.