عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 05 - 2014, 12:26 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,925

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهوة والحب فى المسيحية

إنَّ الإنسان هو ذلك المخلوق المتناقض، الذي يتعانق في داخله النور والظلام! ويمتزج في قلبه عواطف الحرب والسلام! وهكذا تبدو الحياة كما لو كانت تذبذباً بين قطبي الحُب والكراهية، أو الحياة والموت، إنَّها أشبه برقص يؤديه ذلك المخلوق المتناقض، الذي لابد أن يحيا مُعلقاً بين السماء والأرض! فبجسده يسير على تراب الأرض، وبروحه يُحلّق في سماء المجد، وكم نتمنى أن ينتصر البشر بالحُب! لكي يرتفعوا بأرض الشقاء إلى سماء الراحة! أو يُزيلوا طبقة الهواء السميكة المعبّقة بالحقد التاريخيّ وخلافات الشعوب!
ليس الحُب سوى تلك العلاقة السامية الجميلة، التي تنقلني إلى عالم أشعر فيه بأنني لا أكون إنساناً، إلاَّ إذا كنت أحيا في علاقة طاهرة مع الآخرين، فالحُب شعاع ينتشر عبر الكون لكي يغمر كل الخليقة بنوره الطاهر البسيط! وليس الإحساس بالآخرين والعمل على حفظ صورتهم طاهرة، سوى رباط المحبة الذي يُقيّد تلك الخليقة لكي يجعل منها كائناً واحداً، فالحُب إذن انفتاح القلب واتساعه للآخرين لكي تتحد معاً، ويصير لها فكر واحد، إيمان واحد، رب واحد!
والحق إنَّ كل من أغلق باب قلبه على نفسه، هو إنسان لم يعرف معنى الحُب ولم يتذوقه بعد، وإن وصل إلى أعلى درجات التقشف فهو إلى الآن لم يعرف الله وما صلواته إلاَّ فقاعات هوائيّة، لا يمكن لها أن تصل إلى السماء " لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ ؟ " (1يو20:4)، فالحُب فيه قوة إلهية هابطة من السماء، ترسم أمام الإنسان طريق الحياة، فتدعوه إلى محبّة القريب والأعداء، لكي يحيا مع الله والناس في سلام!
  رد مع اقتباس