شفاعة القديسين أو صلواتهم عنا
ما دمنا جميعا -الأعضاء المنتصرة المجاهدة- جسد احد، نحمل المحبة التي لا تسقط أبدًا (1كو 13: 8)، فتفاعلنا معا لا يتوقف. الذين سبقونا يطلبون عنا، ونحن بالحب نطلب عن الراقدين، والله في أبوته يسر بهذه المحبة المتبادلة.
إيمان الكنيسة بالشفاعة كتابي، كما يظهر من النقاط التالية:
2- القديسون الراقدون هم أحياء كما قيل: "الرب هو إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب، وهو ليس إله أموات، وإنما هو إله أحياء. لأن الجميع عنده أحياء" (لو 20: 28؛ مت 22: 32؛ مر 12: 26). لهذا ظهر موسي وإيليا عند التجلي (لو9: 28-33)، وقام كثير من أجساد القديسين عند قيامة الرب (مت 27: 52، 53).
2- إن كان الله قد كشف لرجاله في العهدين أمورا خفية ومستقبلة (أع 20: 22، 23، 29 30؛ 2 بط 1: 14)، فلا عجب إن كشف القديسين في الفردوس عن أحوالنا.. معرفتهم ليست معرفة ذاتية لكنه هبه من الله.. علامة معرفتهم هذه علم إبراهيم بمجيء موسي والأنبياء بعده (لو 16: 29ـ 31). وفرح السماء بتوبة الخاطئ (لو 15: 7، 10).
3- للراقدين المؤمنين دالة لدي الله؛ لذا بارك الرب إسحق من أجل أبيه إبراهيم (تك 26: 5)، ورثي الرب لبني إسرائيل من أجل إبراهيم وإسحق ويعقوب (2 مل 13: 23)، ولم يسمح بتمزيق المملكة في عهد سليمان إكراما لداود أبيه (1 مل 11: 13811)، وأقام الرب ميتا إكراما لإليشع عندما مس جثمانه عظام إليشع النبي (2 مل 13: 20، 21).
4- نسمع المجاهدين يستغيثون بشفاعة القديسين، فيستشفع يعقوب بجده إبراهيم وأبيه إسحق (تك 22:9)، وموسي بإبراهيم وإسحق ويعقوب (خر22: 13).. إذ بكرم الرب الذين يكرمونه (1 صم 2: 30)، فينسب نفسه إليهم (تك 26: 24؛ 28: 3) ويسمع إلي طلبتهم.. لذا نجد الغني في الجحيم يستغيث بإبراهيم (لو 16: 27، 28).
لهذا نجد العلامة أوريجانوس الإسكندري يقول: [إنه أمر لا يضاد الصواب أن نسأل القديسين، وأن نستشفع بهم.. حتى يساعدونا]، ويقول البابا أثناسيوس [أيتها السيدة والملكة، والدة الله، اشفعي فينا].
___________
1- قداسة البابا شنودة: مذكرات في اللاهوت العقيدي
نيافة الأنبا غريغوريوس (القمص باخوم المحرقي): شفاعة المنتقلين في الأحياء، مجلة الكرازة عاميّ 1965، 1966.