عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 04 - 2014, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أَبِتاه، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا يَفْعَلُونَ

عن تلك الأيامِ، قال لى السيد المسيح:
" لقد أردتُ أنّ يَكُونوا تلاميذي، إخوتي، أصدقائي.
أن المرء يَختارُ أصدقائَه وأنا اخترتُ خاصتي …
كَمْ عديد من المرات يَجِبُ أَنْ أَجْلبَ السلامَ بينهم لأعلّمَهم قيمةَ الصداقةِ!
أنى أُحاولُ حتى اليوم تَعليم البشر معنى الجماعةِ والحبِّ المنشود في هذه العلاقةِ مِنْ الصداقةِ مَعي ومَع كُلّ الآخرين.
لقد أحببتُهم ليس فقط كإله ولكن كإنسان أيضاً.
استطعت أَنْ أَتحدّثَ مَعهم،
استطعت أَنْ أَمْزحَ مَعهم،
وفي الواقع، فعَلتُ ذلك … عندما كُنّا نَنزل النهرِ للسباحة، مَزحنَا ورَششنَا كُلّ منا الآخر بالماءِ كالأطفالِ الصِغارِ.
كُنّا نَلقي بالحصى، كأننا في مسابقة، وكنا نحتفل بالتصفيقِ والضحكِ بالحصاة التى تبتعد أكثر .
كنا نتسلق الأشجارَ، كأيّ شبابّ. كنا نَتسابقُ، نتسلّقُ التلالَ للصَلاة أَو لنتناول وجباتنا الخفيفةِ والبسيطةِ.
لقد اشتركنا في الحكاياتِ والضحكِ، كما يفعل كُلّ الرجال عندما يحيون في جماعةِ.
لَكنَّنا كنا ننهي دائما تلك الاجتماعات بصلاة الشكر للأبِّ لأجل السَماح لنا أَنْ يَكُونَ لدينا تلك اللحظاتِ.
رغم ذلك، كانت هناك أيام لم يكن لدينا فيها وقتُ حتى للأَكْل، وهي لم تكَن قليلة، لَكنِّي حاولتُ دائماً أَنْ أعْمَلُ عملُهم كي يستطيعوا أَنْ يُقدّروا مثالَي.
إن طعامي كَانَ أَنْ أعمَلُ إرادة أبي.
ذلك كَانَ هدفَي، راحتي، سعادتي …
لقد استطعت أن أعلمهم وأن أَستمعَ لاهتماماتهم وأسرارهم.
وعلى الرغم من أنَّي فَحصتُ أعمق أفكارَهم، إلا أني أحسست بالسعادة لكونهم أرادوا جعلي جزء من صداقتهم.
من ناحيتي، أعطيتُهم الكثير من الحبّ والصبر والتعاليم والالتزامات …
كُلّ ما يُمْكِنُ أَنْ يُعطي إلى صديق …
لكن، لم يكن ذلك كافيا، كان لا بُدَّ أنْ أبذل حياتَي من أجلهم ولَمْ أُتردّدْ أن أفعَل ذلك,
لِهذا ها أَنا مُسَمَّرُ ومُعذب على هذا الصليبِ، من أجلهم، من أجلكم جميعاً …

إلهي، كَمْ من ألم وكَمْ من حبّ! لقد رَأيتُ دمعتان تَنْزلانِ مِنْ عيني السيد المسيح وأنى لكُنْتُ أَهِبُ حياتَي لأن أجففهم بشفاهِي. تلك الدموعِ مليئة للغاية بالألمِ وبالحبِّ! ذلك عندما فَهمتُ بأنّ لا أحد يستحقُّ مكافأة‏ السيد المسيح. ولا حتي تلاميذه وأصدقائه فى تلك الأيامِ كانوا يستحقّْونها، ولا حتي نحن اليوم نَستحقُّها.

من كتابات السيدة كاتيا ريفز التى من بوليفيا في كتاب (من طور سيناء إلى الجلجثة)
  رد مع اقتباس