أتمَّ الجنود وَضْع السيد المسيح على الصليبِ. حتى قبل دقائق قليلة، كان ممْكِنُ أَنْ تَستمعَوا لصوت الطرق على المساميرِ أولاً فى جسده البتول، وبعد ذلك، فى الخشبِ.
أنه لَمْ يُجاوبْ.
لقد صَفحَ,
لقد صَلّى,
ونَما الصمت في حناجرِ أولئك الذين انتظروا أمّا الكلماتَ الأولى أَو الأنين الحزينَ للمَصْلُوبينِ.
عندما رَفعوا الصليبَ عاليا، كسرَ بُكاء النِساءِ القديسات حالةَ الصمت،
وبعد ذلك، بَدأَ الرعبَ من جديد
الصُراخ، الإهانات، الهَزْء، البَصْق. تحدّي الرب في تلك اللحظةِ الدقيقةِ مِنْ المجابهةِ بين الكراهيةِ والحبِّ,
بين التكبّرِ والتواضعِ،
بين الشيطان والإله,
بين التمرّد وطاعة إرادة الرب!
نظر يسوع إلىّ وكما لو أن عينَيه رَفعتْني لأعلى، لقد أُيقظُتني مِنْ نفسِي لأنى شَعرتُ بأنّني كُنْتُ أَفْقدُ نفسي في عمقِ ذلك الألمِ …
وبَدأَ يتكلم معي ثانيةً. ترددت كلماته في قلبِي، كما لو أنَّ هاوية هائلة فُتحت فيه. وقال بحزنِ
لقد خضعتُ لمحاكمة لم يجدوا فيها شيء ليتِّهموني به،
لكوني لم أفعل شيءَ خطأ.
لم يكن هناك أَبَداً غش في فَمِّي
وحتى الشهود الكذبة، الذين دُعِوا أمام هذه المحاكمةِ المُشينة للتَحَدُّث ضدّي، افتقروا لأيّ تماسك في كُلّ شهاداتِهم.
جريمتي الوحيدة وسبب عقوبتِي بالموتِ كَانَ إقرارَي بشّيء لا أَستطيعُ أَنْ أَتبرّأَ مِنْه أمام أي شخص, بأنّني ابن الأله."