عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 04 - 2014, 05:28 PM   رقم المشاركة : ( 104 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح

شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني. أحلفكن يا بنات أورشليم ألا تيقظن ولا تُنبهم الحبيب حتى يشاء



"شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني. أحلفكن يا بنات أورشليم ألا تيقظن ولا تُنبهن الحبيب حتى يشاء" (٨: ٣، ٤).

كتاب تأملات في سفر نشيد الأناشيد - الأنبا يوأنس أسقف الغربية المتنيح
هذه العبارات والتشبيهات مكررة وسبق أن قالتها العروس في (نش٢: ٦، ٧).. سبق أن قلنا في نهاية الأصحاح السابق أنه كثمرة من ثمار المحبة بدأت العروس تتجه للخدمة مع عريسه.. وهنا هي تكرر هذا التعبير الذي يعبّر عن الحب لئلا يظن أحد أن الخدمة شغلتها عن محبة عريسها، بل العكس هو الصحيح أنه كلما كانت المحبة قوية كلما كان ثمر الخدمة وفيرًا ومبارك..
عندما كان يوحنا الرسول حبيب الرب منفيًا في جزيرة بطمس، ورأى الرب في جلاله سقط عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى عليه قائلًا له لا تخف. وهى نفس اليد التي رآها يوحنا مثقوبة ومسمّرة بالصليب عند الجلجثة، ورآها بعد ذلك مرفوعة بالبركة وقت صعود المسيح إلى السماء..
وإذ وضع يده عليه ملأ قلبه سلامًا وبدّد كل مخاوفه.. لقد اختبر يوحنا وهو التلميذ الذي كان يسوع يحبه، ما اختبرته العروس هنا "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني"، حينما اتكأ وقت العشاء الأخير على صدر الرب يسوع.. ما أحلى حينما نريد أن نأوى إلى فراشنا أن نستودع حياتنا بين يديّ الرب ونتذكر هذه الكلمات ونتخيلها ونطلب منه أن يتممها معنا "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني".. من ذا الذي يقدر أن يقترب من نفس في حضن الرب.. رنها تنام في حب ودفء وحماية وسلام وبركة ما بعدها بركة..
+ أما عن قولها "أحلفكن يا بنات أورشليم ألا تيقظن ولا تُنبهن الحبيب حتى يشاء" فسبق أن تكررت في موضعين سابقين في هذا السفر (٢: ٧ ؛ ٣: ٥) إنها تناشد من حولها أن يلزمن الهدوء والصمت حتى لا يحدث ما يعكر صفو هذه الشركة الحلوة. إن كل من اختبر حلاوة الشركة مع المسيح وذاق مشاعر محبته لا يمكن إلا أن يرغب في استمرار هذه الافتقادات الإلهية، على نحو ما اشتهى بطرس ذلك فوق جبل التجلي وقال "جيد يا رب أن نكون ههنا".. رن الاحتضان بالذراع الشمال واليمين رمز لمحبة الرب وتعزياته.. ولكن تقول العروس هنا لبنات أورشليم "حتى يشاء"، لأن التعزيات الإلهية لا تستمر على طول الخط وذلك من أجل خير الإنسان حسب كلمة الله..
  رد مع اقتباس