سرتك كأس مدوَّرة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنك صُبْرة حنطة مُسَيَّجة بالسوسن " سرتك كأس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنك صبرة (23) حنطة مسيجة بالسوسن" (7: 2) يقول حزقيال النبي " وكانت إلى كلمة الرب قائلة. يا بن آدم عرف أورشليم برجاساتها. وقل هكذا قال السيد الرب لأورشليم.. أما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلى بالماء للتنظيف" (حز 16: 1 – 4).. حينما يخرج الجنين من أحشاء أمه يلزم أن تقطع سرته وبذا يرى نور الحياة الجديدة ككائن حي مستقل عن أمه، لا يحتاج إلى الاغتذاء بدمها خلال الحبل السري.. والمعنى أن الإنسان يقطع سرته أي يقطع صلته بالعالم ويبدأ بالتغذي بغذاء آخر.. والسرة حينما تقطع تصبح كأسا مدورة -الدائرة لا بداية لها ولا نهاية- إنها تشير إلى السماء وأنها تشير إلى أن الإنسان حمل طبيعة سماوية.. هي لا يعوزها شراب ممزوج أي خمر أي أن مسرات العالم وأفراحه لا مجال لها في حياتها الآن.. وفى نفس الوقت فإن غذاء هذه النفس التي لا تتغذى بغذاء العالم لها طعامها الخاص.. لها طعام روحي تلك التي يعبر عنها بقوله " بطنك ُصبره (كومة) حنطة".. هذه الحنطة تشير إلى المسيح الخبز الحيّ النازل من السماء.. ثم إن هذه الخيرات محاطة بسياج من السوسن الذكي الرائحة..