تقديس الحاضر إننا نملك اليوم.. ونملك ان نعمل فيه.. ان نقدسه.. فاليوم هو مسؤليتنا.. ونحن سنُدان عن اليوم.. فإذا عشنا اليوم كما يليق، فإن ذلك يضمن لنا تقديس العمر كله. فالحياة كلها عبارة عن وحدات units، والوحدة الواحدة هى اليوم، فهل يمكن أن نفصل اليوم عن الأمس؟ وعن الغد أيضا؟ ثم نحياه كوحدة مستقلة... نحياه كله -ملء اليوم- فى قداسة وفرح؟! هل يمكن أن نستخلص اليوم من الماضى ومن المستقبل، ونحوِّله إلى وحدة فعالة؟! نفرح فيه بكل خبرة نأكلها.. وبكل كوب ماء نشربه.. بكل شخص طيِّب نتقابل معه.. بكل عمل رائع ننجزه.. بكل معلومة مفيدة نُحَصِّلها.. بكل ليلة هادئة ننامها.. يقول السائح الروسى "كانت الأشجار والأعشاب والطيور والأرض والهواء والنور.. كانت كلها تقول لى أنها وُجِدَت من أجل الإنسان، وأنها تشهد بمحبة الله للإنسان... كل شىء كان يص ويرنِّم لله مجدًا" (عن كتاب سائح روسي على دروب الرب). وكما ان للحياه نفسها هدف اسمى، فإن لها ايضا أهداف مرحلية، ومع مراعاة الهدف الاسمى فى جميع المراحل، فإننا يجب ان نحيا كل مرحله.. حاضرها.. مِلء حاضرها.. فنحن نَستَمتِع بالدراسة فى الوقت الذى تعتبر الدراسه فيه هدفًا مرحليًا فى حياتنا، وذلك دون أن نحزن ونكتئب ونحن ندرِس أملًا فى راحة ننتظرها بعد الدراسة. أي في مرحلة العمل، وهكذا يجب أن نفرح ونُسَرّ ونستمتِع ونحن في العمل، ثم ونحن في الخدمة.. إلخ. ومما هو جدير بالملاحظة، أن الاستمتاع بالعمل له دور كبير فى نجاح ذلك العمل، إذ أن الاستمتاع يعنى الاقتناع بالعمل والرِّضى عنه ومحبته، مما يؤدى إلى ثمر مُتكاثِر ونجاح اكيد.. فان محبه الماده العلميه والمعلومات عموما تجعل من الدراسة عملًا سهلًا ومتعه كبيره.. وهكذا العمل.. وهكذا الخدمة.. وهكذا جميع نواحى الحياة المختلفة.