298 - يقول سليمان الحكيم "اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ. "( امثال 18 : 21 ) . اللسان اخطر عضو في الانسان صغير دقيق قصير لكنه هام جدا ً وخطير . قد تواجه هجوما ً شرسا ً من عدو قاس ٍ يريد النيل منك والاعتداء عليك . لا تقاوم الهجوم بالهجوم ولا تقارع السلاح بالسلاح ولا تدفع الشر عنك بقبضة اليد . اللسان يستطيع ان يكون سلاح الدفاع ، اللسان اللين يكسر العظم ويوصيك الرب ان لا تغلب الشر بالشر بل ان تغلب الشر بالخير . الجواب اللين يصرف الغضب واللسان اللين أقوى من اجمد العظم . حين تواجه حربا ً او ضربا ً او صراعا ً أو قتالا ً استخدم لسانك واجعله لينا ً . ويقول سليمان الحكيم ان" شَفَتَا الصِّدِّيقِ تَهْدِيَانِ كَثِيرِينَ " ( امثال 10 : 21 ) . فاللسان وسيلة لهداية الضالين ودعوة للبعيدين وخلاص للهالكين . بعد ان تمم المسيح الفداء بموته الكفاري على الصليب بعد ان مات وقام وبعد ان ظهر لتلاميذه ، دربهم واعدهم ليحملوا رسالة الخلاص للعالم ، وفي آخر وصية له آخر لقاء معهم على الارض ، اعطاهم الارسالية العظمى ، قال لهم : «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا " ( مرقس 16 : 15 ) . كلفهم بالذهاب للعالم والكرازة بالانجيل . كلفهم بتبليغ رسالته للجميع . وانت وانا وانت ِ وجميعنا مكلفون بهذه المهمة ، حمل الرسالة الى العالم . نتحدث ونكرز ونبلغ ونتكلم بكلام الحياة ليرجع الخطاة الى رب الحياة " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " ( يوحنا 3 : 16 ) .وتلك الحياة الابدية هي في الايمان بابن الله ، فعلينا جميعا ً بعد ان نلنا تلك الحياة ان نذهب ونتحدث بكم صنع الله بنا . الرسالة التي نحفظها في قلوبنا لا بد ان نبلغها بافواهنا والسنتنا ولهذا فان شفتي الصديق تهديان كثيرين الى الحق الى المسيح الى طريق الخلاص . ما دام في قلبك محبة الله ، ما دمت قد نلت الحياة الجديدة واختبرت اتبّاع المسيح ، ما دمت تعرف طريق الحياة والهداية ، ما دام لسانك قادرا ً على نقل الكلام فلا بد ان تتكلم وتبشر . قال بولس الرسول : " فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ." ( 1 كورنثوس 9 : 16 ) . ويقول الرب :" فَقَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيبًا ......َ فَتَسْمَعُ الْكَلاَمَ مِنْ فَمِي ، وَتُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي . " ( حزقيال 33 : 7 ) . انت مسؤول عن حمل رسالة الحياة للهالكين ولسانك يحمل اخبار الخلاص للاشرار والضالين . في لسانك الموت وفيه ايضا ً الحياة . اجعله سبيلا ً للحياة ولا تجعله سبيل الموت .