297 - يقول سليمان الحكيم " اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ " ( امثال 18 : 21 ) . اللسان اخطر عضو في الانسان صغير دقيق قصير لكنه هام جدا ً وخطير . الشرير يستخدم لسانه في الغش والخداع والمرائاة والادعاء الكاذب . يتكلم كلاما ً معسولا ً ممتزجا ً بالسم القاتل الذي يخرج من قلبه الشرير . يقول ارميا النبي 9 : 8 " لِسَانُهُمْ سَهْمٌ قَتَّالٌ يَتَكَلَّمُ بِالْغِشِّ . بِفَمِهِ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ بِسَلاَمٍ ، وَفِي قَلْبِهِ يَضَعُ لَهُ كَمِينًا." . اللسان المنغمس في الغش كالسهم المطلي بالسم ، طعنته تُهلك . ينخدع الانسان بالقول المخادع واللسان الكاذب فيسقط في الشبكة وحين يحاول النجاة يجد نفسه مقيدا ً لا يستطيع الخروج من الهاوية ، وما اكثر المخادعين حولنا ، عيون مرحّبة ، شفاه مبتسمة ، لسان معسول . وفجأة تتكدر العيون وتتقد النظرات وتلتوي الشفاه ويطعن اللسان . لكن الصدّيقون يحيطون بنا أيضا ً . الصدّيقون ايضا ً يملأون الارض ويقول الحكيم " لِسَانُ الصِّدِّيقِ فِضَّةٌ مُخْتَارَةٌ. " ( امثال 10 : 20 ) .فضة لامعة مختارة . حين تنظر الى لسان الصدّيق تجده صافيا ً صالحا ً طاهرا ً ناصع السطح ينطق بما في داخل القلب ، يلونه الصدق بلون الفضة ويجعله ثمينا ُ غاليا ً . تسمع كلام الصدّيق فتسعد وكلماته ترطّب نفسك ، تفرح وتستريح . وبرغم خداع الشرير وغشه ، برغم السم الخفي داخل عسل اللسان لكن الله يكشف الخداع حتما ً وبسرعة فلا يستمر الخداع ويستمرئ الشرير ، وخاتمة الخداع معروفة ونهاية الغش محتومة وشمس الحق لا بد ان تشرق . مثل عشب الحقل الكثيف الذي سرعان ما يجف ويحترق عند ظهور الحق . ويملأ الصدّيقون الارض وتتلألأ السنتهم وتنير ظلام الحياة وتلون الجو حولنا وتضيئه بلون فضي بهي ناصع البياض شديد الصفاء . الله يزيد من اعداد الصدّيقين حولنا ، يتكاثرون ويتزايدون فالصدق يثبت الى الابد والكذب يختفي حالا ً .إن واجهت مخادعا ً معسول الكلام دقق النظر في لسانه ، افحص ، هل يبدو كسهم قتّال . هو يتكلم بسلام وقلبه عامر بالشر ، واحرص ان يكون لسانك لسان الصدّيقين فضة مختارة ففي لسانك الموت وفيه ايضا ً الحياة . اجعله السبيل للحياة ولا تجعله سبيل الموت .