يبتغون وطنًا أفضل أي سماويًا
لم يكن من السهل أن يترك إنسان كل الحضارة التي نشأ فيها لكي يخرج إلى الصحراء الجرداء إلا إذا كان يعاين أورشليم السماوية بعين النبوة وتتضح أمام عينيه تلك الأمجاد التي دعاه الله إليها. إن كان استفانوس يقول: "ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ"، فإذا كان إبراهيم قد رأى الله نفسه (أي الابن الوحيد الجنس) أفليس من الممكن أن يرى أورشليم السمائية؟!
فالرب هو الذي دعا إبراهيم، وهو الذي ظهر له، وهو الذي أعطاه الموعد. وكان الوعد لإبراهيم وعدًا بالخلاص، وعدًا بالحياة أكثر منه وعد بميراث أرضى. لو كان الوعد الذي أعطاه الله لإبراهيم هو وعد بميراث أرضى لكان الأمر مرتبطًا بالأرضيات، لكن الوعد كان وعدًا سماويًا.