عظمة حكمة أبيجايل؟
أبيجايل في الحقيقة تقدم صورة مشرقة عن المرأة في حكمتها. بل عن الحكمة عمومًا في حياة الإنسان، ولم تكن أبيجايل حكيمة فقط بل كانت حكيمة ومتواضعة, لأن الحكمة بدون اتضاع لا تنفع. المفروض إن الإنسان يكون حكيمًا في اتضاعه ومتضعًا في حكمته.
والدليل على ذلك أن الشيطان كان ملآنًا حكمة, ويقول عنه الكتاب: "هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ, مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ" (حز28: 12)، ثم يقول له "قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ. سَأَطْرَحُكَ إِلَى الأَرْضِ وَأَجْعَلُكَ أَمَامَ الْمُلُوكِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْكَ" (حز28: 17)، فالكبرياء أفسدت حكمته. لذلك فإن الاتضاع هو الذي يعطى للحكمة قيمتها الحقيقية, أما الكبرياء والتعالي مع الحكمة فيعتبر حكمة خبيثة, كما يعتبر نوعٌ من المكر والدهاء, فالحكمة إن لم تتحلَ بالاتضاع تصير مصدر خراب لصاحبها.