[Mary Naeem]

السؤال: أخاطئ أنت ايضا ؟


اثنان ذهبا إلى بيت الله ليصليا، الواحد فريسي يمارس شعائر الدين بكل دقة. يصوم ويصلي ويقدم عشوره كاملة غيرمنقوصة، ومع ذلك كان إنساناً خاطئاً، لا لأنه بار في عين نفسه وحسب بل لأن قلبه كان متكبراً، ولا أثر فيه لمحبة الغير، ولهذا جاءت صلاته حديثاً عن بر نفسه وحسناتها أكثر منها شكراً لله.
أما الثاني فعشار ممن حسبهم القوم أدنياء، ومحتقرين. ولكن هذا المنبوذ وقف بعيداً لا يتجاسر ...أن يرفع عينيه نحو السماء لخجله من آثامه، فراح يقرع صدره معبراً عن استحقاقه لكل قصاص.
إنسانان اتفقا في القصد الواحد، ذهبا ليصليا. ولكنهما اختلفا في نوع الصلاة. فأحدهما تبجح بصورة التقوى التي أضفاها على نفسه، والآخر أدان نفسه معترفاً بخطاياه، مقراً بذنوبه البشعة، وطالباً الرحمة. فسمع الله له وبرّره معطياً الدليل أنه في تقديره لا يتقيد باعتبارات الناس، كالنسب والصيت الواسع والتقى الشكلي، بل ينظر إلى القلب وما فيه من عواطف وميول.
إن الإنسان المتكل على برّه الذاتي لهو رجس قدام الله. لأنه متكبر أعمى نسي أن يتطهر من خطاياه. أما المتواضع الذي يقر بذنبه ولا يكتم إثمه، فيعطى نعمة، لأنه يقترب إلى الله بعدم استحقاق متكلاً على محبة الله الغنية بالصفح، فينال براً من إله خلاصه. هذا هو سر المسيح، إنه يبحث دائماً عن الخطاة المنسحقين بالندم على خطاياهم، لكي يبررهم ويقدسهم مردداً


قوله: «كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ» (لوقا ١٤: ١١).


للحفظ: «اللّهمّ ارْحمنِي، أَنَا الْخَاطِئَ» (لوقا ١٨: 13