268 - حياتنا سلسلة متصلة الحلقات ، وحلقات متلاحمة متتابعة متماسكة ، ورغم تلاحمها وتماسكها فهي مختلفة متباينة متعددة الاشكال والاحوال . حلقات نجاح ذهبية ثمينة وحلقات فشل رخيصة صدئة . حلقات فرح لامعة براقة وحلقات حزن سوداء مطفئة . حلقات مجد ورفعة بهية وحلقات وضعة وهوان محتقر . حلقات قوة كسهام مبرية وحلقات ضعف كأقواس منكسرة . ولا يمكن فصل تلك الحلقات أو استبدالها أو تغيير اشكالها فلا بد ان يفرح الانسان ويحزن ، يعلو الانسان ويهبط . لا بد ان يتقوى الانسان ويضعف ، يرتفع الانسان وينخفض . وكثيرا ً ما ننسى الله وقت الفرح ونسعى اليه وقت الحزن . ولا نقصده وقت القوة ونتخاذل ونصرخ وقت الضعف . حين تخور القوى ، حين يفشل الامل ، حين يضعف الرجاء ، حين يتمزق القلب ، حين تدمع العين ، حين يحل الوهن يتدخل الله ، يأتي ويتدخل وتسري قوته في الحلقات جميعها . ما ان ندعو الله حتى يستجيب . ما ان نستنجد به حتى يتدخل . يقول داود النبي عن المسكين الضعيف المريض العاجز : " الرَّبُّ يَعْضُدُهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ. مَهَّدْتَ مَضْجَعَهُ كُلَّهُ فِي مَرَضِهِ. " ( مزمور 41 : 3 ) . لا بد انك مررت بتجربة المرض . وهن جسمك وهزل وثقل فوجدت نفسك حبيس الفراش محاط باللون الابيض علامة المرض. ترقد على سرير ابيض ، تحنو عليك وجوه بيضاء في لباس ابيض ، تمتد اليك اياد ٍ بيضاء تقدم لك دواء وشراب ناصع البياض ، وتتحول اليهم بوجه شاحب تبتسم ابتسامة ضعيفة شاحبة ، وتربت عليك الايدي تهدّأ حركتك وتقيد رأسك الى الوسادة ، ويذهب البياض ويبتعد فترة وتغمض عينيك ويحل الظلام ويبرق وسط الظلام بريق قوي لامع يخطف البصر ويرجف القلب ، ويتحرك رأسك نحو مصدر النور وتركن رأسك على كتف قوي ، كتف قريبة منك لا تسعى اليها بل تسعى هي اليك ، تظهر دائما ً وقت الضعف . ما ان تلقي بثقل رأسك وهمك وتعبك والمك على تلك الكتف حتى تستريح ويدب في جسدك الواهن شعور بالراحة والامان والاطمئنان ، ويهمس صاحب الكتف في أذنك وفي قلبك : تقوّى تشجع ، تكفيك نعمتي ، قوتي في الضعف تكمل . انا الرب شافيك . ثق فيه . تمسك بوعده ، استعد قوتك . انظر اليه ، استند عليه هو ينقذك .