الكهنوت دعوة وإرسالية يقول الكتاب " روح السيد الرب على، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب.." (أش 61: 1 ). قال "مسحني وأرسلني" فالمسحة تسبق الإرسالية.. و الذي لا يرسله الرب، لا فائدة من عمله. أنظر القول الإلهي".. وأنا لم أرسلهم ولا أمرتهم. فلم يفيدوا هذا الشعب فائدة يقول الرب" (أر 23: 32). [9] في العهد الجديد نفس الوضع: الدعوة، الاختيار، المسحة، الإرسالية: يقول الكتاب عن السيد المسيح " ثم دعا تلاميذه الاثني عشر" (مت 10: 1). وهذه الدعوة شرحها الإنجيل بالنسبة إلى كل واحد على حدة. ثم ماذا؟ يتابع البشير كلامه فيقول " هؤلاء الاثنا عشر، أرسلهم يسوع، وأوصاهم قائلًا.." (مت 10: 5). إذن هنا دعوة، لأشخاص معينين.. وهنا إرسالية لهم وليس لكل أحد. "ودعا تلاميذه الاثني عشر، وأعطاهم قوة وسلطانًا.. وأرسلهم ليكرزوا.." (لو 9: 1، 2) "وبعد ذلك عين الرب سبعين آخرين أيضًا، وأرسلهم اثنين اثنين" (لو 10: 1). وقال الرب عن هذه الإرسالية " كما أرسلني الآب، أرسلكم أنا.." (يو 20: 21).. وقال في صلاته للآب "كما أرسلتني إلى العالم، أرسلتهم أنا إلى العالم" (يو 17: 18). وفي تأكيد الإرسالية من الله قال: "اطلبوا إلى رب الحصاد أن يرسل فعله لحصاده" (مت 9 : 38). وقال عن الاختيار "لستم أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم، وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر" (يو 15: 16). والاختيار يدل على أنه ليس لكل أحد. إذن هنا اختيار وإرسالية. ولا يستطيع أحد أن يعمل هذا العمل من ذاته، بل المدعو من الله كما هرون. [10] والمسيح لم يرسل فقط، وإنما أرسل، وحدد مكان العمل، ونوع العمل أيضًا.. لكي لا يعمل أحد من ذاته. في أول الأمر قال لهم " إلى طريق أمم لا تمضوا، ومدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (مت 10: 5، 6). ثم قال لهم أخيرًا " تكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع 1: 8). وفي اختيار وإرسال بولس قال له: "اذهب فإني سأرسلك إلى الأمم بعيد " ومن جهة العمل، قال لهم وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح، علموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19، 20). " اكرزوابالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص" (مر 16: 15، 16). وهنا نجد رسالة معينة، خاصة بهذه الإرسالية.. أن يكرزوا، ويتلمذوا، ويعمدوا، ويسلموا ما تسلموه من الرب..