عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 06 - 2012, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

تاسعًا: تاريخ كتابة السفر:

الأرجح أن هذا السفر كتب حوالي عام 120 - 100 ق. م. وثمة بعض الأدلة الأدبية والتاريخية والفلسفية التي تؤيد ذلك.

(1) الدليل الأدبي: لا بد أن يكون السفر قد كتب بعد إتمام الترجمة السبعينية للأسفار الخمسة ولسفر إشعياء لأن الكاتب قد اقتبس بالتأكيد من الترجمة السبعينية لهذه الأسفار، وربما من المزامير أيضًا. (انظر حكمة 3: 1 مع مز 31: 5، 6، حكمة 15: 15 و16 مع مز 115: 4-7، مز 135: 15- 18).
ومن المعروف من مقدمة "حكمة يشوع بن سيراخ" أن الترجمة السبعينية للأسفار الخمسة والأنبياء وجزء على الأقل من "الهاجيوجرافا" (الكتابات المقدسة) قد تمت في عام 132 ق. م. عندما أكمل سيراخ الصغير - الحفيد - ترجمته لسفر جده - يشوع بن سيراخ - وعليه فلابد أن سفر الحكمة كتب بعد عام 132 ق. م.
علاوة على أن الكاتب يبين إلمامه بسفر ابن سيراخ المكتوب باللغة اليونانية (راجع - حكمة 4: 1 مع سيراخ 16: 1- 4)، ولكن يبدو أنه لم يكن يعرف العبرية، وإلا لكان - أحيانًا على الأقل - قد اقتبس من النص العبري، وهذا مما يؤكد النتيجة المستمدة من استخدامه للترجمة السبعينية، وهي أن هذا السفر قد كتب في وقت لاحق، في عام 130 ق. م. مثلًا، بل بعد ذلك على الأرجح.
ولا شك أن السفر كتب قبل كتابة أي سفر من أسفار العهد الجديد، وإلا لكان سفر الحكمة قد اقتبس شيئًا من أسفار العهد الجديد أو أشار إليها على الأقل.
هذا بالإضافة إلى أنه يمكن افتراض أن الأسفار اليونانية للعهد القديم - كما هي في الترجمة السبعينية - كانت قد اكتملت في زمن ربنا يسوع المسيح، ولابد أنها كانت تضم سفر الحكمة مع باقي أسفار العهد القديم بما فيها أسفار الأبوكريفا. ولابد أنه كان قد انقضى وقت طويل - بعد كتابة السفر - ليجد السفر له مكانًا في الترجمة السبعينية.
وبناء على كل ذلك، نجد أن عام 100 ق. م.، تاريخ مناسب جدًا لأن يكون السفر قد كتب فيه.
(2) الدليل التاريخي: نرى من السفر أن اليهود الموجه إليهم السفر - في وقت الكتابة - كانوا يواجهون موجة من الاضطهاد (حكمة 3: 1، 5: 1، 6: 5- 9)، ونتيحة لذلك كان هناك شعور قوي بالعداء للمصريين الذين يمثلون القوة التي كانت تضطهدهم (11:16- 19). ومن المعروف أن البطالسة الأوائل عاملوا فلسطين معاملة طيبة، إلى أن جاء بطليموس السابع ("فيسكون" Physcon - 145- 117 ق. م.)، فكان أول من تبنى سياسة أضطهاد يهود مصر بسبب موقفهم المؤيد لكليوباترا.
ويصف يوسيفوس ما أنزله ذلك الملك من انتقام بيهود الإسكندرية في ذلك الوقت. كما يتضح من لغة السفر، والحرص الشديد الذي يبديه الكاتب في إشارته إلى هذه الأمور، أن الكاتب يصف أحداثًا وقعت في الماضي ولكنه الماضي القريب. ويعتبر عام 100 ق. م. أنسب تاريخ - من كل الوجوه- لكتابة هذا السفر.
(3) الدليل الفلسفي: ينتمي تعليم هذا السفر إلى تلك المرحلة من تطور الفلسفة اليهودية في الاسكندرية والتي كانت قائمة حوالي عام 100 ق. م. وليس في هذا السفر ما تتميز به كتابات "فيلون" (المولود في 20 ق. م. والمتوفي في 45 م) من خصائص بلاغية معينة. كما لا يذكر السفر شيئًا عن عقيدة "الكلمة" (اللوجوس) التي أصبحت فيما بعد جزءًا أساسيًا من معتقدات يهود الإسكندرية.
  رد مع اقتباس