(2) القسم التاريخي:
(11: 5- 19: 20). وفي هذا القسم الثاني من السفر لا يتكلم الكاتب بضمير المتكلم (كما في الأصحاحات من 6- 9). ولا يذكر هذا القسم الحكمة كما لم يشر إليها مطلقًا، رغم أن الكثيرين من العلماء يرون في هذا القسم محاولة من الكاتب لضرب أمثلة واقعية. عن عمل الحكمة التي وصف في القسم الأول طبيعتها ونتائجها.
(1) مقابلة بين معاملة الله (وليس الحكمة) للإسرائيليين ومعاملته لأعدائهم (11: 5- 27:12، والأمور التي كان يعاقب بها أعداءهم بينما يفيدون هم منها (11:5).
أ- وصف لمعاملة الله للمصريين (11: 5- 12:2)، فكانت المياه لإسرائيل نعمة وللمصريين نقمة (6: 11- 14). كما عاقب الله المصريين بالحيوانات التي كانوا يعبدونها، بينما تمهل على الخطاة لعلهم يتوبون (21:11-12: 2).
ب- معاملة الله للكنعانيين (3:12- 27) "أي الذين كانوا قديما سكان الأرض المقدسة" (12:3) حيث يصف عبادتهم الرجسة وعقاب الله لهم، مع الدروس المستفادة من هذا العقاب.
(2) وصف لعبادة الأوثان وأدانتها (الأصحاحات من الثالث عشر إلى الخامس عشر): وهو يكون وحدة قائمة بذاتها، فهو استطراد للعرض التاريخي الذي ينتهي بالعدد (12:27) ثم يستكمل في (16: 1- 19: 20). وقد يكون سبب الاستطراد هو ما جاء من تلميح عن خطايا المصريين والكنعانيين (11: 5- 27:12). فيذكر أنواع العبادات الوثنية (13: 1- 15: 19):
أ- عبادة الطبيعة (النار والرياح والماء والأجرام السماوية، وهي كثيرًا ما تكون ناتجة عن الرغبة المخلصة في البحث عن الله (13: 1-9) "لكنهم حسبوا النار أو الريح أو الهواء اللطيف أو مدار النجوم أو لجة المياه أو نيرى السماء آلهة تسود العالم" (13:2)، غير أن لهؤلاء وجهًا من العذر لعلهم ضلوا في طلبهم لله ورغبتهم في وجدانه" (13: 6).
ب- عبادة الأصنام على شكل الحيوانات، وهى خطة أعظم (13: 10 -19). "أما الذين سمَّوا أعمال أيدي الناس آلهة الذهب والفضة، وما اخترعته الصناعة، وتماثيل الحيوان والحجر الحقير مما صنعته لد قديمة، فهم أشقياء ورجاؤهم في الأموات" (13: 15).
ج- غضب الله على كل أشكال العبادة الوثنية (14: 1-11).
د- نشأة عبادة التماثيل (14: 15-21). الأب الذي يفجع بموت ابنه فيصنع تمثالًا ليعبده: "إن والدَّا قد فجع بثكل معجل فصنع تمثالًا لابنه الذي خطف سريعًا وجعل يعبد ذلك الإنسان الميت" (14: 15).
- تملق الحكام ثم تأليههم: "جعلوا صورة الملك المكرم نصب العيون حرصًا على تملقه في الغيبة كأنه حاضر" (16:14 و17).
- كثيرًا ما يتفنن الصناع في عمل التماثيل لدرجة تغري الناس بعبادتها: "حب الصناع للمباهاة كان داعية للجاهلين إلى المبالغة في هذه العبادة.. فإنهم... قد أفرغوا وسعهم في الصناعة لاخراج الصورة في غاية الجمال، فاستميل الجمهور ببهجة ذلك المصنوع" (14:18 و19).
ه- النتائج اللا أخلاقية لعبادة الأصنام (14: 22- 31): "لأن عبادة الأصنام المكروهة هي علة كل شر وابتداؤه وغايته" (14: 27).
و- تحرر إسرائيل من عبادة الأوثان، ولذلك تمتع بالرحمة الإلهية (15: 1- 5).
ز- تكمن حماقة عبادة الأصنام في أن التمثال المصنوع أقل قدرة من صانعه الذي عمله وتعئد له (15: 6- 19).
(3) لمصر وإسرائيل أقدار متناقضة ومتعارضة في خمسة أوجه، فالطبيعة تستخدم نفس الوسائل، للمصريين كعقاب، وللإسرائيليين كمكافأة (16: 9- 19: 22)، وهذه الأوجه هي:
أ- الحيوانات والحشرات والسلوى (16: 1- 4) والحيات الخبيثة والجراد والذباب (16: 5- 14).
ب- النار والماء، الحرارة والبرودة (16: 15- 17: 9 -18: 4).
ج - النور والظلام (17: 19 - 18: 4).
د- الموت (18: 5- 25).
ه- عبور البحر الأحمر (1:19-22).