ثالثًا: مضمون سفر الحكمة:
يتكون السفر من قسمين مختلفين، مما يوحي باختلاف الكاتب، والقسمان هما "قسم الحكمه" و"القسم التاريخي".
(1) قسم الحكمة:
(1: 1- 11:4) حيث يصف الكاتب في هذا القسم "الحكمة" ويوصي بها ويحذر من عواقب اغفالها.
(1) يؤدي "البر" (أو الحكمة العاملة) إلى الخلود، بينما يؤدي الشر إلى الموت (الأصحاح الأول) "أن البر خالد" (1: 15) "لكن المنافقين هم استدعوا الموت بأيديهم وأقوالهم" (16:1).
(2) الأصحاحات من الثاني حتى السادس: مقارنة بين ذخائر الحكيم (البار) وغير الحكيم (الفاجر أو المنافق) (2: 1-6: 21),أ- عاقبة المسرات العالمية واللذات الشهوانية هي الموت، بينما إرادة الله هي أن يحيا كل الناس حياة روحية (الأصحاح الثاني).
ب - السعادة نصيب الحكماء (الأبرار)، وآلامهم تأديب وعلاج، لأنهم سيحيون إلى الأبد "ويتسلطون على الشعوب" (3: 1-9).
ج- يسعد البار (الحكيم) حتى ولو كان بلا ذرية، لكن نصيب الأشرار والمنافقين وأولادهم نصيب بائس (3: 10-19) "أما المنافقون فسينالهم العقاب الخليق بمشوراتهم" (3: 10)، و"نسلهم ملعون" (13:3).
د- الفاضل عديم النسل يضمن الخلود، على العكس من الأثيم الذي له أولاد وذرية (4: 1-6)، فإن "البتولية مع الفضيلة أجمل فإن معها ذكرا خالدًا" (4: 1)، "أما المنافق الكثير التوالد فلا ينجح" (3:4).
ه- رغم أن الحكيم (الصديق) قد يموت مبكرًا إلا أنه يجد راحة في موته متممًا رسالته في الحياة في الوقت المحدد (4: 7 -14)، "أما الصديق فإنه وإن تعجله الموت يستقر في الراحة" (7:4).
و- المنافقون (غير الحكماء وغير الأبرار) يصلون إلى نهاية مفجعة أليمة وينظرون إلى الصديق "فإذا رأوه يضطربون من شدة الجزع وينذهلون... ويقولون في أنفسهم نادمين وهم ينوحون من ضيق صدورهم..." (15:4-24:5).
ز- لذلك ينبغي على الملوك أن يحكموا بالحكمة حتى يقتنوا الخلود: "اكرموا الحكمة لكى تملكوا إلى الأبد (23:6).
(3) الحكمة: يمتدح الكاتب الحكمة، يوصي بها الملوك والحكام والقضاة لأن "الحكمة خير من القوة"والحكيم أفضل من الجبار" (6: 1).
أ- يأتي كل الناس إلى العا لم ولهم نفس الاحتياج العام إلى الحكمة التي تؤدي إلى الملكوت الحقيقي والخلود (6: 1- 25)، "فابتغاء الحكمة يبلغ إلى الملكوت" (21:6).
ب- أنا (سليمان) طلبت الحكمة أول كل شىء، فأوتيت معها كل الخيرات بما في ذلك المعرفة من كل نوع (7: 1 -21:8).
ج- الصلاة التي رفعها سليمان طالبًا الحكمة (9: 1-18): "هب لي الحكمة الجالسة إلى عرشك ولا ترذلني من بين بنيك" (9: 4).
د- كيف حفظت الحكمة أبطال التاريخ العبراني منذ آدم - الإنسان الأول- إلى الإسرائيليين في عبورهم للبحر الأحمر ودخولهم البرية (10: 1- 11: 4).