الموضوع: الحكمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 06 - 2012, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,687

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

سادسًا - في سائر أسفار العهد الجديد:


الحكمة


أَلَعَلَّ الْحِكْمَةَ لاَ تُنَادِي؟ وَالْفَهْمَ أَلاَ يُعْطِي صَوْتَهُ؟ بِي تَتَرَأَّسُ الرُّؤَسَاءُ وَالشُّرَفَاءُ، كُلُّ قُضَاةِ الأَرْضِ.
- سفر الأمثال 8: 1، 16 - لوحة للفنان إتش أو وكر


(1) بالرغم من ورود كلمة "حكمة" ومشتقاتها مرات عديدة في بقية أسفار العهد الجديد، إلا أنها لا تحوي إلا القليل جدًا مما له صلة بالمعنى الدقيق للكلمة، والاستثناء الوحيد الجدير بالذكر هو ما جاء في رسالة يعقوب التي يعتبرها البعض ضمن أسفار "الحكمة" لأن رسالة يعقوب تدعو إلى التأمل في الطبيعة (يع 1: 11، 3:3- 6 و11 و12، 5: 7)، وإلى التأمل في حياة الإنسان (يع 2:2 و3 و15 و16، 13:4.. إلخ)، كما أنه يستخدم أسلوب الطباق، والمعنى الدقيق لكلمة "حكمة" (يع 1:5، 3: 15 و17).
أما غيرة يعقوب الشديدة على الأخلاق، فإنها أقوى منها في أسفار الحكمة الأخرى حتى لتفوق سفر أيوب في ذلك.
(2) أما كتابات الرسول بولس فتختلف عن ذلك في أنها نابعة من اختبارات عميقة تبحث عن أسسها في الإعلان الإلهي، ولذلك فهو لا يستخدم أسلوب الحكمة الدنيوية، كا أنه لا يستعين بصور الطبيعة في تشبيهاته. إلا أن هناك جزءًا يحتاج إلى تعقيب خاص، وهو ما جاء في الأصحاحات الثلاثة الأولى من رسالته الأولى إلى الكنيسة في كورنثوس، فالحكمة التي يندد بها بولس ليست حكمة اليهود، بل حكمة الفلسفة اليونانية والتأنق في البلاغة، لكن سواء كانت يهودية أو يونانية، فالمشاكل الأدبية والأخلاقية واحدة، والمبالغة في تقدير ما حققه الإنسان يحجب رسالة الله، لذلك أقتبس القديس بولس من العهد القديم ما يناسب ذلك الرأي (إش 14:29 مع 1كو1: 19، أي 13:5 ومزمور 94: 11 مع 1كو 3: 19 أو 20). وقد أرسى الرسول بولس مقابل هذه الحكمة "تعليم الصليب" الذي يزري بكل تعليم بشري، فهو يعلم الإنسان الاعتماد الكلي على الله.
(1) إلا أن الرسول بولس كان له حكمة خاصة (1كو 6:2)، هي التي علمها للمسيحيين للنمو في الفضيلة وليس في المعرفة العقلية (1كو 3: 1-3). ويعتبر بعض الشراح أن هذه الحكمة هي التعليم الذي نجده مثلًا في الرسالة إلى الكنيسة في رومية، مع ربطها بالاختبارات الروحية للمؤمن الذي أصبحت حياته كلها تحت فيادة الروح القدس (1كو 2: 10- 13)، لأن النمو الروحي تصاحبه دائمًا استنارة أسمى لا يمكن وصفها بصورة وافية مقنعة، لمن ليس له نفس الاختبار (1كو 14:2).
(2)
  رد مع اقتباس