الموضوع: الحكمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 06 - 2012, 06:20 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,438

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

ثالثأ: الأساس الديني:
تتميز مجموعة كتابات الحكمة بالخصائص التالية:

(1) المقدمات عامة: وقد استقى الكُتَّاب من الحياة أينما كانت، مع التسليم بأن بعض الأمور، ربما تعلمها شعب إسرأئيل من الأمم الأخرى، فهناك ثمة إشارة إلى أن أمثال لموئيل هي لكاتب غير يهودي (أم 31: 1). كما يشجع سيراخ تلاميذه على السفر إلى البلاد الأخرى (سيراخ 34: 10 و11، 39: ه). والحقيقة هي أن كل رؤساء الأرض إنما يترأسون بالحكمة (أم 16:8، جا 9: 14 و15)، كان يمكن للإنسان أن يجمع بعض المعرفة الصحيحة عن الله من خلال دراسته للظواهر الطبيعية (مز 19: 1، سيراخ 16: 29- 17: 14، 42: 15- 33:43، حكمة 13:2 و9، أنظر رومية 1: 0 2).
(2) وعلى أي حال تحتاج هذه الحكمة إلى عمل نعمة الله حتى تزدهر (سيراخ 13:51- 22، حكمة 7:7، 8: 21). وعندما يتكل الإنسان على قدراته الشخصية فحسب، فلا بد أن يخطىء (أم 3: 5- 7، 19: 21، 21: 30، 28: 1 1، سيراخ 5: 2 و3، 6: 2، باروخ 3: 15- 28)، فمركز الحكمة الحقيقية هو الله (أم 5 1:33، 19:20 و21)، فمنه تنبع (أم 1:7، 9: 10، مز 111:10، أي 28:28، سيراخ 21: 11)، وإليه تنتهي (أم 2: ه- راجع بصفة خاصة الفقرة الجميلة في سيراخ 1:14- 22). فالطريق إلى الحكمة شاق جدًا (أم 4:2 و5، 4: 7، سيراخ 17:4، 22:14 و23، حكمة 1: 5، 17: 1)، ولا بد من الانتباه المستمر الى كل نواحي الحياة، ولن يفرغ المرء أبدًا من التعلم (أم 9:9، جا 13:4، سيراخ 18:6).
(3) ويختلف الأمر بالنسبة للشريعة المكتوبة فهى لا تذكر إلا قليلًا في أسفار أيوب والجامعة والأمثال (أم 7:28- 9، 18:29). ويتضمن سفر الحكمة- وهو سفر يحارب الوثنية - بعض الآيات القليلة عن الشريعة، لكنها تبين التقدير الكبير للشريعة (حكمة 2: 12- 15، 18:9). أما ابن سيراخ فلا يجد من العبارات القوية ما يكفي لمدح الشريعة (وبخاصة الأصحاحين الرابع والعشرين والسادس والثلاثين- انظر أيضًا 2:21 أو 13... إلخ)، بل إنه يقول إن الشريعة هي الحكمة (23:24- 25)، ويعتبر الأنبياء معلمين للحكمة (44: 3 و4). إلا أن هذا التطابق الغريب، يكشف عن أن أقوال ابن سيراخ ليست نابعة عن دراسة متعمقة للشريعة، والحكمة الثمينة عنده لا توجد إلا في الكتب المقدسة (انظر باروخ 4: 1).
(4) وينطبق نفس الأمر على العبادة في الهيكل، حيث يبدو واضحًا التحريض على القيام بمتطلبات الشريعة (أم 3: 9، ابن سيراخ 35:4- 8، 38: 11) كا يبدو أنه كان لسيراخ اهتمام خاص بالكهنوت (33:7- 35، 15: 5- 21). كما تقرر أسفار الحكمة أن تقديم الذبائح والصلاة لا يصلحان بديلاُ عن البر والاستقامة، بل بالحري مكرهة (أم 14:7، 15:8، 20: 25، 3:21 و27، 28: 9، سيراخ 34: 18- 26، 35: 1 و2 و3 و12، جامعة 1:5).


الحكمة


لوحة المعرفة، الفنان روبرت ريد، 1896 - موجودة في مبنى توماس جيفيرسون، واشنطن العاصمة


(5) من الملاحظ أن كتب الحكمة تكاد تخلو من الحديث عن الحياة بعد الموت، (ما عدا سفر الحكمة 3: 1). ويبدو التأثير اليوناني في سفر الحكمة واضحًا. وتوجد في سفر أيوب أقوال تدل على الثقة واليقين (13:14- 15، 19: 25- 29) لكن هذه الآيات لا تُشكل القضية الرئيسية في السفر، بينما لا يذكر سفر الأمثال شيئًا عن هذا الموضوع. كما أن رجاء الأمة قي مجيء المسيا يبدو خافتًا في سفر الأمثال (2: 21 و22) ولا يظهر إطلاقًا في سفر الجامعة. أما في سيراخ (35: 19، 36: 11- 14) وفي الحكمة (8:3، 5:16- 23) فهو أمر هام.
(6) وغنى عن البيان أن الفرد هو مركز الاهتمام في جميع هذه الكتابات. وعندما تجتمع هذه الفردية مع ضعف التعليم عن الأخرويات، ينتج غموض شديد في عقيدة الثواب والعقاب. ويتفق سيراخ تمامًا مع العقيدة القديمة بأن الثواب والعقاب إنما هما في هذه الحياة، فيقول إن الإنسان لا بد أن يعاقب كل خطاياه ولو على فراش الموت إذا لم يكن قد عوقب عليها من قبل (1:13، 11: 29).
  رد مع اقتباس