الموضوع: الحكمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 06 - 2012, 06:20 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,438

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

ثانيًا: تا ريخها:
(1) كان لكلمة "حكيم" في زمن الأنبياء دلالة غير دينية، فقد كان شعب إسرائيل يشعر بأنه أقل من الشعوب المجاورة له ثقافة، ولكنه لم يكن يرى في ذلك نقصًا، فالقدرة العقلية بدون انضباط أخلاقي، كانت في الحقيقة ثمرة الشجرة المحرمة (تك 3: ه). وكانت الحكمة أساسًا شيئا تفتخر به الأمم (إش 0 13:1، 12:19، 10:47، حز 3:28 - 5، زك 2:9) وبخاصة عند الأدوميين (أرميا 49: 7، عوبديا 8).

وهذه الحكمة الذاتية استوجبت الشجب (إش 51: 21، 29: 14، إرميا 4: 22، 9: 23، 18: 18).
كانت إسرائيل تسعى إلى اكتساب ثقافة خاصة بها، ولا شك أن سليمان قد أعطاها دفعة قوية في هذا الاتجاه (1مل 29:4 - 34)، لكن الأزمنة كانت شديدة الاضطراب، كثيرة المشاكل الأدبية مما كان يسبب ضغوطًا قوية لم تكن تسمح للاتجاه الروحي أن ينمي تعليمًا دنيويًا، لذلك اتخذت الحكمة في إسرائيل مفهومًا بغيضًا، هو مفهومهم عن مشيري البلاط الملكي الدهاة الذين يقدمون المشورة مختلطة بفكر الأمم (إش 14:28- 22). كما أن الربط بين كلمة "الحكمة" والديانة الحقيقية قليل جدًا (تث 4: 6، إرميا 8:8)، بينما توصف حكمة الأمم أحيانًا بالحماقة (تث 6:32، إرميا 4: 22، 9:8). لذلك لا يسعنا إلا الرجوع إلى فترة ما بعد السبى بحثًا عن كتابات الحكمة المرتبطة بالعبادة في إسرائيل.
(2) إن العوامل التي إنتجت "كتابات الحكمة" تشبه - إلى حد ما - تلك التي أنتجت "كتابات الكتبة"، فقد كانت الحياة في فلسطين حياة شقاء وكآبة بسبب وجود الغزاة، ولم تكن هناك مشاكل سياسية حين كانت البلاد في قبضة الفرس المحكمة، ثم أصبحت البلاد بعد ذلك أضعف من أن تلعب أي دور في الصراع بين أنطاكية والاسكندرية، وبدأت النبوة تختفي، بدا تحقيق رجاء مجيء المسيا أبعد من أن يكون له تأثير عميق على الفكر. ولم تكن الأحوال قد نضجت بعد لتوقد شعلة الحماس للرؤى. كما لم يكن في الأمة مشاكل دينية حيوية، حيث كانت عبادة الأوثان قد أندحرت واستقرت الإصلاحات الطقسية، وكانت الأعمال الفنية ممنوعة (سفر الحكمة 4:15 - 6)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى.ولم يكن المزاج اليهودي من النوع الذي يمكنه أن ينتج فلسفة تأملية (لاحظ الهجوم العنيف على ما وراء الطبيعة أي "الميتافيزيقا" في سيراخ 3: 21- 24). وبدأت- بالتأكيد - العبقرية التجارية لليهود تثبت ذاتها في تلك الفترة، إلا أن هذا لم يرض ذوي الاتجاهات الدينية (سيراخ 28:26)، لذلك رجع الناس- من جهة- إلى سجلات وكتب الماضي، ومن جهة أخرى درسوا مشكلات الدين والحياة عن طريق الملاحظة الدقيقة للطبيعة والإنسان، وجاءت "كتابات الحكمة" نتيجة لهذه التأملات.


الحكمة


الحكمة الإلهية في مقابل الحكمة البشرية


(3) تشمل أسفار الحكمة أيوب والأمثال والجامعة مع بعض المزامر (وبخاصة 19، 37، 104، 107، 147، 148) وبعض أسفار الأبوكريفا وهى يشوع ين سيراخ، والحكمة وجزء من باروخ. كما تشمل كتابات الحكمة من ذلك العصر أجزاء من كتاب فيلون (Philo) والمكابيين الرابع وأسطورة أحيكار. ومن الصعب تحديد مدى تأثر هذه الكتابات بأداب الأمم الأخرى، فقد كان لمصر أدب الحكمة الخاص بها والذي لا بد أنه كان معروفًا - إلى حد ما - في فلسطين. كما أنه كان لبابل وفارس أثرهما أيضًا. ولكن ليس ثمة اقتباس معين من أي من هذه الثقافات. أما الثقافة الونانية فكان لها أثر واضح في أدب الحكمة اليهودي، رغم اعتداد الكاتب اليهودي بنفسه، فقد كان في اليهودية حيوية تكفي لتفسير هذه الحركة دون الحاجة إلى تأثيرات خارجية. وعلى كل حال، فإنه من الخطأ بل من التعسف أن ننسب كل كتابات الحكمة إلى التأثر بالأدب اليوناني.
  رد مع اقتباس