عرض مشاركة واحدة
قديم 03 - 02 - 2014, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,143

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الرجوع إلى الله لقداسة البابا شنودة الثالث

الله يريدنا أن نرجع

إنه ينادينا في حب "إرجعوا إلي، فأرجع إليكم" (ملا 3: 7).
وتحمل هذه العبارات كثيرًا من المعاني العاطفية:
1- إنه يذكرنا بأن أصلنا عنده، والخطية دخيلة علينا..
وكأنه يقول لنا: ليس انفصالكم عني هو وضعكم الأصلي. فوضعكم الأصلي هو الثبات في. لأني أنا الكرمة، وأنتم الأغصان (يو 15: 5) وطبيعة الغصن أن يكون ثابتًا في الكرمة. وأنا الرأس، , أنتم الجسد، أنتم الأعضاء (أف 5: 23). فثباتكم في أمر طبيعي.
لذلك لست أناديكم أن تأتوا إلي، بل أن ترجعوا إلي..
ترجعوا إلي الوضع الطبيعي الذي كان لكم منذ البدء..
ترجعوا إلي الصورة الإلهية التي كانت لكم يوم خلقتم..

كتاب الرجوع إلى الله لقداسة البابا شنودة الثالث
انفصالكم هذا، وضع طارئ، مؤقت، لا يصح أن تبقوا فيه. وحياة البر والقداسة ليست جديدة عليكم، بل هي طبيعتكم التي بدأت بها علاقتي معكم، والتي تعيشون بها معي في الأبدية.
2- تحمل عبارة "إرجعوا إلي "دليلًا علي حنو الله..
فمن نحن التراب والرماد، حتى يدعونا الله للرجوع إليه؟!
لكنها محبة الله، التي لا يعبر عنها، التي تذكرنا بترتيلة "يا حبيبي، عد إلي".إنه يريد أن تظل عشرتنا به ثابتة، هذا الذي لذته في بني البشر، الذي يقول لنا "حيث أكون أنا، تكونون أنتم أيضًا" (يو 14: 3) الذي إسمه عمانوئيل، أي الله معنا (مت 1: 23) وقد جعل أورشليم السمائية هي "مسكن الله مع الناس"، "الله وسط شعبه" (رؤ 21: 3).
2- وحسن في هذا الرجوع، أن تأتي المبادرة من الله.
فهو الذي يبدأ، وهو الذي يطلب، وهو الذي يدعونا إليه. بل هو من أجل هذا أرسل إلينا الأنبياء، ووضع لنا سر التوبة. ووعدنا في رجوعنا أن ينسي القديم كله ولا يذكره بعد (أر 31: 34).
ولكن ما معني قوله "إرجعوا إلي، فأرجع إليكم "؟ هل معني هذا أن رجوعنا لا بد أن يسبق رجوعه، أو شرط لرجوعه؟!
كلا، إنما هو يقصد بهذا أن يقول:
3- إن رجوعي إليكم مضمون. المهم أن ترجعوا أنتم..
أنا في أي وقت تطلبونني فيه، تجدونني معكم. بل أنا واقف علي أبواب قلوبكم أقرع لكي تفتحوا لي (رؤ 3: 20). إنما المشكلة تأتي من جهتكم أنتم. "فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه".. لذلك أقول "إرجعوا إلي "أي أفتحوا أبواب قلوبكم المغلقة دوني.. "فأرجع إليكم "أي أدخل إلي هذه القلوب التي أخرجتموني منها، برفضكم إياي في خطاياكم..
إرجعوا إلي، فأنا موجود معكم. ولكنكم لا تشعرون بوجودي..
حقًا لقد صدق القديس أوغسطينوس حينما قال: [كنت يا رب معي، ولكنني أنا لم أكن معك]..
الله معنا، يعمل لأجلنا، حتى ونحن في عمق خطايانا. يبحث عنا وقد شردنا من حظيرته، وينادينا أرجعوا إلي.
  رد مع اقتباس