عرض مشاركة واحدة
قديم 03 - 02 - 2014, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 133 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,612

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

دع التوبة تستوفي نصيبها من الانسحاق

1- مما يساعد على حفظ التوبة، أن تستوفي نصيبها من الانسحاق.

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
وذلك حتى يدرك الإنسان تمامًا بشاعة الخطية ومرارة نتائجها، ويختبر عذاب الضمير، فلا يعود إلى الخطية مرة أخري.. ولقد تحدثنا في باب سابق عما يصحب التوبة من شعور بالخزي، مع حزن ودموع، كما في قصص القديسين.. وكذلك ما يصحب الانسحاق من بعد عن المتكئات الأولي، ومجالات القيادة التي تجعل الإنسان ينسى خطاياه. غير أن البعض للأسف الشديد، يحاول من بدء توبته أن يقفز سريعًا إلى الفرح، دون أن يعبر على مرحلة والندم والحزن، ناسيًا أن الفرح هو مرحلة متأخرة، لا يختطفها لنفسه، إنما يمنحها الرب للذين اثبتوا بانسحاقهم صدق وثبات توبتهم..
التائب الذي يسرع إلى الفرح، سهل رجوعه إلى خطاياه القديمة.
أما فهو سور متين يحمى التوبة، ويحفظ القلب يقظا الانسحاق بحفظ التائب في تواضع القلب. والنعمة تعمل في المتواضعين وتحفظهم من السقوط. وطالما يكون التائب منسحقًا، فإنه يتذكر ضعفه وسقوطه، هذا يدعوه إلى الاحتراس الدائم.
أما الشيطان فبحرصك على سرعة الفرح، ليقودك إلى اللامبالاة.
يشعرك انك خرجت نهائيا من دائرة الخطية، وتقدست وتجددت، ولم يعد للخطية سلطان عليك، لأنك محروس ومحفوظ بالنعمة. وهكذا يجعلك لا تبالي..! حقا إن النعمة تحفظنا ولكنها لا تلغى إرادتنا، ولا تجعلنا مسيرين نحو الخير. فماذا يحدث إذا لم نتعاون نحن مع عمل النعمة فينا؟
لذلك إن دعيت على الفرح، قل أنا لا لأستحقه.إن أنعم الله عليك بهجة خلاصه (مز 50)، فلتكن هذه البهجة سببا لمزيد من الانسحاق، مع توبيخك لنفسك..
في نظام الآباء الأول، كانت هناك قوانين عقوبات شديدة.
و نتيجة لهذه العقوبات، كان كل تائب يشعر بمقدار الخطأ الذي وقع فيه فينسحق قلبه ويشعر استحقاقه حتى لدخول الكنيسة. وفي ذلك الزمان كانت الكنيسة أكثر قداسه، وكان المؤمنون أكثر جدية وتدقيقا في حياتهم. ولما وقفت تلك العقوبات دخل الاستهتار إلى نفوس كثيرين. فيا ليت كل تائب يضع أمامه قول القديس أبا مقار الكبير "أحكم يا أخي على نفسك، قبل أن يحكموا عليك"..
لأننا إن كنا نندم على خطايانا كما ينبغي، فإن الندم على الخطية، سيساعدنا على عدم الرجوع إلى الخطية. إذ كيف نرجع إلى ما نندم عليه..
  رد مع اقتباس