226 - في التجربة تسندك يد الله
جاء المسيح الى يوحنا المعمدان الى الأردن ليعتمد منه ، وخطى في النهر واحنى رأسه ، وصب يوحنا الماء عليه ، وللوقت حالاً وهو صاعد من الماء انشقت السماوات ، والروح ، روح الله نزل مثل حمامة عليه ، وصار صوت ، صوت من السماء " أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ " (مرقس 1: 11) . السماء انشقت ، انفتحت ، وروح الله نزل بشكل ملموس محسوس وصوت الآب يعلن ويؤكد ويصرّح : هذا هو الابن الحبيب الذي يُسر به . وبعد ذلك في ذروة الاعلان للوقت ، في الحال ، أخرجه الروح الى البرية وكان هناك في البرية اربعين يوما ً يُجرّب من الشيطان ، وكان مع الوحوش . من الغلبة والنصرة والمجد الى القفر والبرية والوحوش والشيطان . عجيب ، عجيب وغريب عمل الروح . وسط النجاح والفوز والرفعة ، للوقت يُخرجنا الله الى البرية ، الى الانعزال والانزواء والتجارب . بالأمس نحلّق في سماء البهجة ، واليوم نغوص في أعماق الألم ، وهو ، هو ، الروح الذي ينزل من السماء المفتوحة ، هو ، هو ، الروح الذي يقودنا الى البرية الجافة . الصوت الذي يُعلن انك ابنه الحبيب الذي سُرَّ به ، نفس الصوت يدعوك أن تمر في بوتقة التجربة ، للوقت حالا ً ، ما أن نرتفع حتى ننخفض . ما أن نعلو ونسبح في الأعالي وسط سحاب الفرحة حتى نجد أنفسنا نحط على أرض ناشفة جافة مليئة بالأشواك ، وفي الحالين الروح الذي هو يرفع وهو الذي يُخفض ، والله هو الذي يسمح بالتحليق وهو الذي يسمح بالهبوط . التجارب في حياتك ليست صدفة ، ليست عشوائية . الله لا يسمح للشيطان أن يتلاعب بك و يلهو . التجارب في حياتك مقصودة ، مدبّرة ، مرتّبة ، معدّة تماما ً . يجعلك الروح تمر بها ليهيئك الى عمل عظيم مجيد يُعدّك له . يدربك على النزال ، على الصبر ، على التسليم الكامل له ، واعلم ان التجربة تقويك وتدرّبك وتؤهلك للنصرة . في التجربة تخدمك الملائكة . في التجربة تسندك يد الله .