[Mary Naeem]

«الدولارات المزورة» أحدث طرق تمويل «إرهاب الجماعة».. مصادر أكدت دخول 4 مليارات منها.. ومصرفيون يؤكدون دخول دولارات «مزورة» للبلاد بمساعدة تركية

«كيف يمول الإرهاب في مصر؟.. ما أسرار زيادة أرصدة بعض الشخصيات فجأة؟».. سؤالان كثيرًا ما حيرا المشتغلين في السياسة والاقتصاد، وشكلا عنصرا مهمًا للأجهزة الأمنية التي شكلت العديد من لجان التقصى والبحث للإجابة عنهما.

بدورها، كشفت مصادر لـ«فيتو» أخطر عمليات تمويل الإرهاب في مصر، مؤكدة من خلال معلومات دقيقة أن «مصر أصبحت مرتعًا لدخول العملات المزورة وتحديدًا الدولار الأمريكي، بهدف تمويل الإرهابيين لتنفيذ مخططاتهم في مختلف المحافظات، فضلا عن تمويل بعض النشطاء السياسيين الموالين لأجهزة استخباراتية عالمية ورجال أعمالهم المتواجدين على أرض مصر.

وبحسب معلومات المصادر، فإن «4 مليارات دولار مزورة قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية دخلت البلاد بعد ثورة 30 يونيو، ومرت عبر أحد الموانئ المصرية.. كما أن جهات خارجية بعد أن ضيقت الأجهزة الأمنية الخناق على الإرهابيين داخل البلاد وصادرت أموالهم ووضعت رقابة على المصارف العاملة في المحافظات لمعرفة من يقف وراء تمويل الإجراميين، اعتمدت خطة بديلة للتمويل شعارها «الأموال المزورة هي الحل»، على أن تكون الموانئ مصدر إدخال هذه الأموال الــ «مهربة».

«خالد العشرى- الخبير المصرفي»، قال لـ«فيتو» إن «الدولار الأسود أو المسود (المزور) عبارة عن دولار حقيقي، ولكن ليس في صورته النهائية، ويطلى على الدولار مادة شمع لا يزيلها إلا مادة موجودة بتركيا.. وغالبا ما يكون السبب من وراء طلاء العملة تهريبها والاشتغال بها بطرق غير شرعية، مثل الاتجار في البشر والمخدرات أو تمويل جهات تعمل لصالح نظم أجنبية».
«الدولارات المسودة التي دخلت مصر جاءت داخل صناديق نحاسية ولا يتم فتح تلك الصناديق إلا بكسرها حتى يصعب على العاملين بالموانئ اكتشافها، وعادة ما تهرب في بضائع من المواد السائلة، وقد يكون تهريب الدولارات إلى مصر للتربح منها، وذلك عبر تداولها في السوق السوداء لبيعها وشرائها بطرق غير شرعية.. في سؤال البنوك الدائم (من أين لك هذا؟)»، بحسب «العشري»، مؤكدًا أن المادة المزيلة يتم تهريبها من تركيا أيضًا.

أما الخبير المصرفى محسن الخضيري، فطالب بتشديد الرقابة على الموانئ المصرية وتفتيش الحاويات حتى يتم اكتشاف عملية تهريب الدولارات «المسودة»، معربا عن تخوفه من استمرار عملية التهريب، كما اعتبر «وجود دولارات مسودة في مصر خطرا كبيرا لا يقل خطرًا عن تهريب الأسلحة والمخدرات، لأنه بتلك الأموال يكون تجار الأزمات قادرين على ضرب السوق المصرفية بمصر».

من جانبه، أشار مصدر أمنى رفيع المستوى، إلى أنه «لم ترسل تقارير حتى الآن عن دخول مصر دولارات مسودة، وربما يكون أحد الأجهزة السيادية لديه معلومات عن تلك الوقائع ويعمل في سرية بالبحث عن مصادر دخول مثل هذه الدولارات»، مشددًا على أنه في حال ثبوت مثل هذه الحادثة ستكون الأولى من نوعها في البلاد، لأن الأجهزة الأمنية تعرف مدى خطورة مثل تلك العمليات ومن ثم تقوم بتشديد الرقابة».

وكشف المصدر الأمنى أن تمويل الإرهاب في باكستان وأفغانستان كان يعتمد على مثل تلك العمليات، لافتًا إلى أن الواقعة التي تم كشفها هي ضبط أحد المهربين بميناء بورسعيد وبحوزته (قطع ذهبية مكسية باللون الأسود)، وتبين أن المهرب يعمل لصالح أحد التجار الكبار بمحافظة بورسعيد ومن المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية».

"نقلا عن العدد الورقي"...