آه، كَم مَعرِفَتكم بِالثّالوثِ القدَوسِ قَلِيلَة: 8/1/1991
العذراء مريم المُباركة: سَّلامُ لكُم يا أَبنائي الأَحِبَّاءَ.
أَدْعُوكم أَليَومَ جَميعًا ان تُصَلُّوا من أجلِ الوَحْدَةِ.
لِتَتَحَّدُوا يَجِبُ أنْ تُحِبُّوا.
لِتَتَحَّدُوا، لابد أنْ تَكونوا مُتَواضِعِينَ وَمُطِيعِين.
لا تَدَعُوا أَحَدًا يُضِللُّكم بِتَعاليِمَ أُخْرى.
ظلوا أُمَنَاءَ وأنتم َلَنْ تَعْثُروا.
أَليَومَ لا تُنتِج أَراضيكم سَعادةً وَلا فَضِيلةً لأنَّ جيلَكُم قَد تَخَلَّى عَنِ الرَّبَّ
وَعاقِبَتهُ من ذَلك هو الإثم.
َطوبَى لِلإِنسانِ الَّذي ملجأه هو الرب.
لَو سارَ جيلُكم فِي طَرقِ الرَّبّ، لكنتم تَعيشَون فِي سَلامٍ.
أبنائي! أُني أناشدُكم، إن َنِداءاتِي تَعمُّ كلَّ الأُمَمِ.
إن أَلأمواتُ لا يَستَطِيعونَ أَنْ يَسْمَعُوا ولا أَنْ يُسَبِّحوا الرَّبُّ
بل أَنْتُم، أَنْتُم الْمُتَنَبِّهونَ لنِداءاتِي
سَبِّحوا الرَّبَّ
مَجِّدوا الرَّبَّ بمِحُبّتكم وبِإيِمانِكم وبِرَجائِكم.
إن اَلسَّماءُ تخصكم يا أبنائي، لِذلِكَ أَتَوَسَّلُ إِلَيكِ، يا مَن لكِ فَمٌ، أَنْ تُكلِّم إلى الرَّبَّ وبارِكه.
يا مَنْ لَكِ عَينانِ، أُنْظر إلى جَمَالَه
خُذ المزيد مِنْ وَقتِكِ لِتَتَأَمَّل فِي جراحِه
الْجراحِ الَّتِي أُصِيبَ بِها من أجلِ خَلاصكِ.
يا مَنْ لكِ أُذْنان، اِستْمع لتضرعاتنا.
يا مَنْ لَكِ قَلْبٌ، أَحِبّ الرَّبَّ
أُعبُده وَقَدِّم لَه قَلبَك
مجده, كلا، إن الأمواتُ لا يَستَطِيعونَ أَنْ يَتَكلَّموا ولا أنْ يبصروا
أنهم لا يستطيعونَ أَنْ يسْمَعُوا ولا أَنْ يَشْعُروا.
أحبَّائي، من خَلَقكُم يَنْحَنِي نَحْوَكم، وقَلْبُه فى يده، يُقدِّمُه لَكُم.
كَعريسٌ يُقدِّمُ خاتما لِعَروسِه كَعَلامَةِ عَهْدٍ، هكَذا يُقَدِّمُ القُدُّوسُ لَكُم قَلبَه الَقدَوسَ كَعَلامَةِ محُبّتِه, ليَتزوجكم.
كَعَروسٍ مزَيّنَةٍ بُحِليِّها، هكذا الرَّبُّ، مَلِكُ الْمُلوكِ، سَيُزَيِّنُكُم بِجَواهرِهِ.
لا تَنَاموا بَلْ ظلوا مُتَيَقِّظينَ.
لَقَدِ اشتُرِيتُم ودُفع ثمنكم من ذات ِدَمِهِ الثَّمين
لا تَنْجَرِفوا مَع أَوَّلِ تَيَّارٍ.
دَعُوا نارَه تُشعِّلْكم كِشْعَلٍة حَيٍّة فِي كَنِيستِه
دَعوه يُشكلْكُم لشعَلٍة حَيٍّة فِي كَنِيسَتِه
دَعُوهُ يَصوُغْكُم على صورته لِتَكونوا أُمناءَ وَأَقْوياءَ فَيَسْتعْمِلَكُم لِتَكونوا أعمدةً لِكَنِيسَتِه الْجَديدةِ.
آه أيُّها الأبناء! لا تَخافُوا، لأنَّ الرب يصَنَعَ عَظَائم دومًا
ثِقُوا به.
إرسالية من الملائكة تُرسَلُ إِلَيكم لتبذر بُذورَ سَّماويّةَ فِي كلِّ مكانٍ مِنَ العالَمِ وَتَحملَ لَكُم رِسالةَ سَلامٍ وحُبٍّ فِي ضِيقتِكم العُظْيمة.
أنهم سَيَتَقَبَّلُونَ هذه البُذارَ كْمَطرِ على أَرضٍ عَطْشى.
أَلَم تُلاحِظُون كَيفَ إن الرب فَتَحَ أبوابَ السَّماءِ لِيُمْطِرَ مَنَّه السَّماويّ؟
نَعَمْ، روحَ نعْمتِه القدّوسَ؟
فَالقَديرُ قد تَحَنَّنَ عَلَيكم وَقال: "دَعُوا شَعبِي يَأكُل. دَعُوهُم يأكلُونَ خبزَ السَّماءِ".
لقد أُعْطِيَ أَمْرُه مِنَ فوق.
كَما فِي أَيَّامِ موسى، أعَالَ الآبُ شَعبَه بالْمَنِّ فِي البرِّيَّةِ أكثر مِمَّا يستطيعَ أن يأكل
ويسوعُ ابنُه، أَلَمْ يُكثِّرِ الأرْغفةَ والسَّمكتَين؟
أَلَمْ تَأْكُلِ الْجَموعُ بقَدَرِ ما أرادت؟
وَاليومَ، لِماذا يَندْهَشُ البَعضُ مِنكُم لكون الرُّوحَ القُدُسَ يَحلُّ بِملءِ قُوَّته علَيكم ليُعولَ شعوبكم بهذا الْمنَّ السَّماويّ؟
آه، كَم مَعرِفَتكم بِالثّالوثِ القدَوسِ قَلِيلَةٌ!
أنكم َلَنْ تُتْرَكون أبدًا حزانى وجَائعينَ
أنكم لَنْ تُتْرَكون ضالين وجَائِعِينَ فِي وَسَطِ هذهِ الصَّحراء.
إِنَّ ظلمة عَصْرِكُم لنْ تدومَ إلى الأبد
إن خَطاياكم ستتطهر والوَحْشُ سَيُشَلُّ قريبًا.
هو وعشيرته سَيَزْحَفونَ على بطونِهم فِي التّرابِ
لأَنَّه سيَظْهرُ قَريبًا نُورٌ فِي الأُفُقِ
هذه ستَكونُ العلامَةَ الْعُظْمَى.
لِذاَ، إِنْ كانَتْ أَقدامُكم مازالت متَردَّدُة بين الْخَيرِ والشّرِّ، صلّوا لِئلاّ تَقودَكم إلَى التَّجرِبَة.
وإن رفضَت قلوبُكم أَنْ تُرنم للرَّبِّ ترنيمة الحُبٍّ، صَلّوا أن لاَّ يَخْدَعَكم الشّرِّيرُ.
وإذا امتَنَعَتْ أعينُكم عَن أَنْ تنظر لأعلى نحو السَّماء، لِتَلتَمِسَ السَّماويّات، صَلِّوا أن ِيَتقبَّلَكم مسكنكم ذات يَوم في السَّماء.
وَإِن كانت نفوسكم مازالَتْ مُتَعلِّقَةً بالعالَم، صلّوا أن لاَّ تَلْتفَّ عيوب العالَمِ عليكم، لأنَّكم ستَحْتَضِنونَ الحية داخلِكم.
صَلُّوا بِقَلوبِكم.
ضَحُّوا بِذواتِكُم بِفَرحٍ.
لِيَكُنْ لِعَملِكم مَعْنًى
وإني أَعِدَكم بأنَّ سراجكم لنْ يَنطَفئَ طَوالَ اللَّيل.
اِعطَشوا للرب!
إَني أحرسكم جَمِيعًا وأنْحنِي عليكم َفِي ذات هَذِه اللحظة لأُبارِكَكُم جَميعًا.