الخبر العجيب
فما هو الخبر العجيب الذي تحدث عنه النبي؟ إن الخبر العجيب الذي بدأ به تنفيذ رحلة الخلاص؛ كان هو البشارة بميلاد السيد المسيح من العذراء مريم إذ يتجسد متأنسًا منها بفعل الروح القدس. الأمر الذي لم يحدث من قبل في كل تاريخ البشرية ولن يتكرر، وهو أن تحبل العذراء بدون زرع بشر وتلد ابنًا ذكرًا؛ طفلًا حقيقيًا؛ هو هو نفسه الله الكلمة الذي تجسد في ملء الزمان من أجل خلاصنا.
وقد أشارت رموز العهد القديم إلى هذا الأمر حينما أفرخت عصا هارون الجافة وأزهرت وأثمرت بدون غرس ولا سقى كما هو مكتوب في سفر العدد لموسى النبي "فَكَلمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيل، فَأَعْطَاهُ جَمِيعُ رُؤَسَائِهِمْ عَصًا عَصًا لِكُلِّ رَئِيسٍ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. اثنتَيْ عَشَرَةَ عَصًا. وَعَصَا هَارُونَ بَيْنَ عِصِيِّهِمْ. فَوَضَعَ مُوسَى العِصِيَّ أَمَامَ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ. وَفِي الغَدِ دَخَل مُوسَى إلى خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ وَإِذَا عَصَا هَارُونَ لِبَيْتِ لاوِي قَدْ أَفْرَخَتْ. أَخْرَجَتْ فُرُوخًا وَأَزْهَرَتْ زَهْرًا وَأَنْضَجَتْ لوْزًا. فَأَخْرَجَ مُوسَى جَمِيعَ العِصِيِّ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ إلى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيل، فَنَظَرُوا وَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ. وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: رُدَّ عَصَا هَارُونَ إلى أَمَامِ الشَّهَادَةِ لأَجْلِ الحِفْظِ عَلامَةً لِبَنِي التَّمَرُّدِ فَتَكُفَّ تَذَمُّرَاتُهُمْ عَنِّي لِكَيْ لا يَمُوتُوا" (عد17:6-10).