( 2) تغيير مدلول الأسماء للحجارة الكريمة:
يأتي أيضًا اللبس في مدلول الأسماء من طريق آخر، فالأسماء الإنجليزية وكذلك ما يقابلها في العربية لمعظم الأحجار الكريمة المذكورة في الكتاب المقدس، هي مشتقات من الأسماء اللاتينية المأخوذة عن اليونانية. فعلى سبيل المثال، كلمة " توباز " الإنجليزية هي تحوير للكلمة اللاتينية " توبازيوس "، وهذه بدورها هي الشكل اللاتيني للكلمة اليونانية " توبازيون"، وقد يبدو للوهلة الأولى أن ترجمة الكلمة اليونانية " توبازيون " هي توباز في الإنجليزية، لكن من العجيب أنه بالرغم من تشابه الكلمتين في حروفهما إلا أن كلا منهما تشير إلى نوع مختلف من الحجارة، فحجر التوبازيون لدى اليونانيين القدامى كان حجرًا أخضر اللون قابلًا للصقل بالمبرد، وكانوا يجلبونه من إحدى جزر البحر الأحمر، أما ما يعرف الآن " بالتوباز " فليس بأخضر اللون بل أصفره وغير قابل للصقل بالمبرد، " فالتوبازيون " و" التوباز " نوعان مختلفان، فالتوبازيون عند اليونانيين القدماء هو في حقيقة الأمر حجر " الزبرجد " أو " البيريدوت" حسب المصطلحات الحديثة لكيمياء المعادن.
ولذلك أصبح من الضروري لدارس الكتاب المقدس، أن يتأكد بقدر الإمكان من نوع الحجر الذي كان يطلق عليه الاسم اليوناني أو العبري في وقت كتابة السفر المقدس.