هوموؤسيوس
مصطلح الهوموؤسيوس باليونانية هو όμooύσioς أي consubstantial هو اصطلاح لاهوتي من وضع البابا أثناسيوس الرسولي في مجمع نيقية المسكوني الأول سنة 325 م، حين كان رئيسًا للشمامسة في زمن البابا ألكسندروس. واستقر هذا المصطلح ضمن قانون الإيمان النيقاوي في كافة كنائس المسكونة بعد أن جاز تاريخًا طويلًا من الصدام والصراع والقبول والرفض بين الكنائس وبعضها البعض.
وهذا المصطلح اليوناني όμooύσioς (هومووسيوس)، هو اصطلاح لاهوتي يختص بعلاقة الابن بالآب، ويعني "مساو في الجوهر لـ.."، أو "من ذات جوهر الـ..".
ولقد استخدم البابا اثناسيوس الرسولي هذا التعبير لكي يهدم به اصطلاح الأريوسيين όμoioύσioς (هوميؤسيوس) الذي يعني "مشابه في الجوهر لـ"، وذلك في شرحهم لعلاقة الابن بالآب. ولذلك كان دفاع البابا أثناسيوس يتركز في أن الابن لا يمكن أن يكون مشابهًا للآب لأنه غير مفترق عن طبيعة الآب، وهو وإن كان مساويًا للآب في الجوهر، فهو "تساوي الوحدانيّة"، لأن الذي هو من جوهر الله الآب ومتساوي معه يتحتَّم أن يكون واحدًا معه في ذات الجوهر.
وأول مَنْ استخدم هذا الاصطلاح هو القديس إيريناؤس (130-200 م.)، والعلامة المصري أوريجانوس (185-254 م.)، ويقول أوريجانوس في كتابه "المبادئ": "إن الابن مشترك مع الآب في الجوهر oύσία (أوسيَّا)، لأن ما ينبثق (أو يولد) من الجوهر هو مساو له وواحد معه όμooύσioς (هوموؤسيوس) بكل تأكيد".
ونفس هذا الاصطلاح الذي قَنّنه مجمع نيقية المسكوني الأول سنة 325 م كان يهدف به آباء المجمع إلى إثبات أن الابن مع الآب هما واحد، وأن هذا الجوهر هو كيان أساسي واحد، فأضافوا بعد قانون الإيمان -بسبب المحرومين- نصًّا قالوا فيه بأن الابن "ليس من هيبوستاسيس ύπόστασiς آخر، أي "ليس من جوهر آخر".
وترجمة الاصطلاح اليوناني όμooύσioς هوموؤسيوس في اللغة العربية إلى "مساو للآب في الجوهر"، ربما لا تفيد بدقة ما يعنيه الاصطلاح اليوناني عن علاقة الابن بالآب، لأن المساواة أو التساوي في اللغة العربية تعني حتمًا التساوي بين شيئين أو شخصين، حتى لو كان تساويًا مطلقًا. ولكن الابن هو من نفس جوهر الآب، فهو والآب واحد. فمساواة الابن للآب في الجوهر لا تعني أن جوهر الابن يساوي تمامًا جوهر الآب، بمعنى وجود جوهرين في الله. لأن الله جوهر واحد في ثلاثة أقانيم. وكون الابن صورة الآب ورسم جوهره يعني أنه من ذات جوهره. لذلك فالتعبير اليوناني "هوموؤسيوس" يعني بدقة أن الابن من ذات جوهر الآب، وهو ما نقوله ببساطة أن جوهر الابن مساو لجوهر الآب.
وقد استخدم القديس أثناسيوس الرسولي هذا الاصطلاح أيضًا للتعبير عن وحدة الروح القدس مع الآب والابن (في الرسالة إلى سرابيون 1: 27).
* يُكتَب أيضًا: هومؤسيوس، أمؤسيوس.