793 - لا يمكن لاي علاقة ٍ وثيقة ٍ بين اثنين ان تستمر بدون ثقة ، وكما هو حال الماسة الكبيرة فإن الثقة هي اعظم واثمن واندر عنصر ٍ في كل علاقة ، فما اصعب بناء الثقة وما اسهل فقدانها . يبدأ هذا المقطع الكتابي بواحد ٍ من ابرز الأحداث في الكتاب المقدس ، ابرام يتلقى دعوة ً من الله . إن دعوة ابرام هي التي انشأت العهد الذي اختار الله بموجبه الشعب العبراني القديم ليكون شاهدا ً له في كل الارض . وقد ادى انتقال ابرام الى كنعان والتحديات التي واجهها هناك اثناء عيشه مع ابن اخيه لوط الى زيادة ايمانه بذات الطريقة التي تعمل فيها تحديات الحياة على صقل ايماننا ، ومع هذه الدعوة جاء سؤال الله لابرام : هل تثق بي ؟
سفر التكوين 12 : 1 – 9
1وقال الرب لأبرام : اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك
2 فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة
3 وأبارك مباركيك ، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض
4 فذهب أبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط . وكان أبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران
5 فأخذ أبرام ساراي امرأته ، ولوطا ابن أخيه ، وكل مقتنياتهما التي اقتنيا والنفوس التي امتلكا في حاران. وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان. فأتوا إلى أرض كنعان
6 واجتاز أبرام في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة. وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض
7 وظهر الرب لأبرام وقال: لنسلك أعطي هذه الأرض. فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له
8 ثم نقل من هناك إلى الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته . وله بيت إيل من المغرب وعاي من المشرق . فبنى هناك مذبحا للرب ودعا باسم الرب
9 ثم ارتحل أبرام ارتحالا متواليا نحو الجنوب
قطع الله وعدا ً لابرام بان يباركه ويجعله عظيما ً لكن بشرط ٍ واحد : أن يفعل ابرام ما يأمره الله به . وكان هذا يعني ان يترك ابرام ارضه ُ وعشيرته ُ واصدقائه ، وان يرتحل الى ارض ٍ جديدة حيث وعده الله ان ينشئ امة ً عظيمة ً من نسله ِ . وهكذا اطاع ابرام امر الله وترك بيته ُ ومكان راحته ِ وصدّق وعد الله له بالمزيد من البركات في المستقبل . لقد آمن ابرام بالله وعبّر عن ايمانه ِ هذا من خلال اعماله ِ .
من الصعب ان يحيا المرء بالايمان . نحن نعرف الماضي ويمكننا ان نشعر بنوع ٍ من الأمان في الحاضر أما المستقبل فيبقى مجهولا ً ومحفوفا ً بالمخاطر . ومع ذلك حينما يسير الله امامنا فيمكننا ان نسير خلفه ُ واثقين كل الثقة بأن طريقه ُ هي الأفضل