عرض مشاركة واحدة
قديم 26 - 11 - 2013, 06:10 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي (10) الصليب والكتاب المقدس


(10) الصليب والكتاب المقدس


البدلية العقابية
ونحن نجمع الخيوط معاً، يمكن أخذ في الإعتبار سؤالين عامين عن علاقة نموذج البدلية العقابية بالمعلومات الكتابية ككل بشكل مختصر.
(1) هل محتويات وعمل هذا النموذج غير متوافقة بأي شكل مع إيمان وعقيدة العهد الجديد؟ هل هي مهينة لله، أو غير أخلاقية، كما يُزعَم أحياناً؟ لقد أدي تحليلنا، كما أرجو، لأن يبين أنها لا مهينة لله ولا غير أخلاقية. وإظهار مثل هذا لم يكن مضيعة للوقت، لأنه يبدو واضحاً أن معالجة المادة الكتابية بخصوص الكفارة في أحياناً كثيرة يتأثر بالإفتراضات المسبقة التي من هذا النوع، والتي تؤدي للنفور من ملاحظة مدى قوة الدلائل التي تؤيد مكانة البدلية الأصيلة في الفكر الكتابي بخصوص الصليب.[1]
(2) هل نموذجنا مؤسس بالفعل على الكتاب المقدس؟ وبخصوص هذا السؤال، هناك نقاط عديدة سريعة يمكن ذكرها.
أولاً، لابد من إعطاء مكانة كاملة لحقيقة أن، كما قال لوثر، السؤال المركزي الذي يجاوب عنه العهد الجديد كله هو عن علاقتنا، هنا وفي المستقبل، مع خالقنا القدوس: والسؤال، الذي هو، كيف يمكن لخطاة مذنبين، ضعفاء، فاسدين، بعداء أن يكتسبوا معرفة صحيحة عن غفران الله المنعم لهم، وقبوله وتجديده. إن هذا السؤال إجابته هي المسيح، وتتعلق بكل تفسير العهد الجديد بخصوص الصليب.
ثانياً، لابد من إعطاء وزن عظيم لحقيقة أن كل من تبنوا نموذج البدلية العقابية هذا عبر العصور قد تبنوه بسبب أنهم رأوا أن الكتاب المقدس يعلم به، وأن كل الدارسين الذين يتخذون موقفا مختلفاً، مهما كان سببهم، يعترفون بشكل متكرر أنه هناك فقرات في الكتاب المقدس التي من الممكن طبيعياً أن تؤخذ بمعنى بدلي عقابي. مثل هذه الفقرات مثل أش 53 (حيث وجد فيها ويل، كما رأي، أن البدلية العقابية قد ذكرت إثنى عشر مرة)، غل3: 13؛ 2كو5: 15؛ 1بط3: 18؛ وهنا الكثير من الفقرات الموازية لتلك التي ذكرناها.
ثالثاً، لابد من ملاحظة أن الحجج التفسيرية المألوفة، التي، إن قُبلت، تهدم في وجهة النظر البدلية – هذه الحجج، على سبيل المثال، مبدأ عدم شخصنة غضب الله والفهم الغير إسترضائي لعائلة كلمات “هيلاسكوماي”، أو تفسير سفك الدم في ذبائح العهد القديم على أنه إطلاق للحياة للإحياء وليس إنهاء للحياة للتكفير – هذه الحجج هي فقط تؤدي لأن: أن هناك بعض الفقرات التي لا تعني تماماً ما قد عنت بالنسبة لدارسي الكتاب المقدس في أجيال سابقة. ولكن في كل نقطة يظل هناك إمكانية لا يمكن غض الطرف عنها أنه يمكن إثبات أن وجهة النظر التي كانت معتبرة عبر التاريخ هي الوجهة الصحيحة، رغم كل هذا.
رابعاً، لابد من ذكر أنه ليس هناك قلة فقط من الدارسين الذين يتمسكون بالمكانة الأصيلة للبدلية العقابية في شهادة العهد الجديد للصليب. إن الإسهام الذي لا يمكن فواته لجيمس دينني، وليون موريس قد سبق ذكرهم بالفعل، وهم لا يقفون هذا الموقف وحدهم.. ولأجل إسهام أكثر في الشرح في هذه النقطة، سوف أدرج إقتباسين من الدكتور إيه. إم. هنتر. وسوف لا أعلق عليهما لأنهما يتحدثا عن نفسهما.
الإقتباس الأول عن تعليم يسوع في الأناجيل التلخيصية. فبعد أن أشار لنظريات الكفارة “التي تتعامل مع ~الإسترضاء~ أو الإستبدال، أو تستخدم ~مبدأ الذبيحة~” يكمل هنتر فيقول: “إنه يبدو ان أقوال يسوع تتفق بأكمل صورة مع هذا النوع من النظرية. لا يمكن أن يكون هناك شك في أن يسوع قد أظهر موته على أنه ذبيحة يمثل فيها “الكثيرين”. فليست فقط أفكاره (أفكار يسوع) متشبعه بأشعياء 53 (والتي بها تعليم التألم البدلي)، ولكن كلماته على الكأس – والأحرى، كل سرد العشاء الأخير – تتطلب أن تتفسر في ألفاظ (تشير إلى) ذبيحة (كان سيقوم بها على الصليب) يشترك أتباعه في فوائدها. وتظهر فكرة البدلية السائدة في أش53 في أقوال الفداء. وتحتاج فقط لقراءة قليلة لما بين السطور لإكتشاف قصة المعاناة والآلام، وصراخ الهجر والترك الإلهي، في أقوال “الكأس” كدليل على أن آلام المسيح كانت ما يمكننا أن نسميه، لأجل عدم وجود كلمة أفضل، “عقابية”[2]
ويلتقط الإقتباس الثاني الخيط ليصل للملاحظات على ما هو، بالإجماع العام، المثالين الكلاسيكيين لطريقة بولس لشرح الكفارة، 2كو 5: 21 وغل3: 13. في المثال الأول، يكتب هنتر: “يعلن بولس أن المسيح المصلوب، بدلاً منا، أخذ واقع الخطية كله على نفسه، مثل كبش فداء: ~لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ~ فبولس يرى الصليب على أنه عمل من الله قام فيه بجعل الذي لم يعرف خطية، لأجل الخطاة، بشكل ما يختبر رد الفعل الإلهي الرهيب ضد الخطية لكي لا يعود هناك دينونة.”
“وتتحرك غل3: 13 في نفس مجال الأفكار. ~اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا~” (وأقاطع هنا لأضع تعليقي الشخصي، إن زمن الفعل التام الذي إستخدمه بولس ليشرح به طريقة الفداء، يجيب على سؤال ~كيف إفتدانا المسيح؟~ ويمكن بكل ثقة حسنة أن نجاوب ~عن طريق أن يكون لعنة لأجلنا~). “إن اللعنة هي الدينونة الإلهية تجاه الخطية والتي تؤدي للموت. ونحن معرضين لهذه اللعنة؛ ولكن المسيح على الصليب قد طابق نفسه مع الإدانة التي تتوعد الخطاة حتى أنه، بواسطة فعله هذا، قد عبرت اللعنة عنا وأصبحنا أحرار.
“مثل هذه الفقرات تظهر المحبة القدوسة لله الذي يتقبل أمراً مريعاً في الصليب بسبب خطية الإنسان. ففيه يموت المسيح، بترتيب الله، موت الخطاة، ويزيل الخطية. هل هناك طريق أكثر بساطة لقول هذا الأمر من أن المسيح قد حمل خطايانا؟ نحن الآن في يومنا هذا لسنا مغرمين بأن نطلق على موت المسيح صفة ~العقابية~ أو أن ننظر له على أنه ~بديلنا~؛ ولكن هل يمكننا أن نتجنب إستخدام بعض من كلمات مثل هذه لكي نعبر عن وجهة نظر بولس بخصوص الكفارة؟”[3]
حسنا، هل يمكننا؟ وإن كان لا يمكننا، ماذا بعد؟ هل يمكننا أن نبرر أنفسنا في تمسكنا بوجهة النظر أن الكفارة كانت بدلية عقابية؟ ألا يجيب علينا أن نعبر أن البدلية العقابية، بعد كل هذا، هي قلب الموضوع؟ هذه الأسئلة هي ضمن التي كونت بحثنا المبدئي في هذه المحاضرة. وأنا آمل أن يكونوا قد تلقوا الإهتمام الواجب بهم.

  رد مع اقتباس