عرض مشاركة واحدة
قديم 26 - 11 - 2013, 06:09 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي (9) البدلية والحب الإلهى


(9) البدلية والحب الإلهى


البدلية العقابية
لقد تم توجيه النقد لنموذج البدلية العقابية على أنها تقدم الإبن لطيفاً يهدئ آباً غاضباً لكي يجعله يحب الإنسان، وهو أمر لم يكن يفعله من قبل ذلك. إن هذا النقد، على كل حال، غير كفؤ، لأن البدلية العقابية هي نموذج ثالوثي، التي فيها الوحدة في الدافع لكل من الآب والإبن هي أمر بديهي. يقدم العهد الجديد لنا عطية الله التي هي أن يموت إبنه كالتعبير الأسمى عن حبه لشعبه. “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يو3: 16). “اللهَ مَحَبَّةٌ…. فِي هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا” (1يو4: 8-10). “وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رو5: 8)، وعلى نفس المنوال، يقدم العهد الجديد قبول الإبن التطوعي للموت كتعبير سامي عن محبته للبشر. “ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي” (غل2: 10). “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ. أَنْتُمْ أَحِبَّائِي” (يو15: 13-14). وهاتين المحبتين، محبة الآب ومحبة الإبن، هما واحد: وهي نقطة يمسك بها بشدة نموذج البدلية العقابية كما هو مستخدم.
وبالأكثر من ذلك، إن كان المقياس الحقيقي للحب هو مدى إنحنائه للاسفل حتى يساعد الأخر، ومقدار الإستعداد للتنازل لكي يفعل ويتحمل، فإنه يصبح إذاً من العادل أن نقول بأن نموذج البدلية العقابية يشتمل على شهادة أغني عن الحب الإلهي أكثر من أي نموذج أخر للكفارة، لأنه يرى الإبن في إرادة أبيه ينحني ويتضع أكثر من أي رؤية أخرى تتفضل بأن تقترح. إن تعريف أن موت الصليب كان موتاً عقابياً، مؤلماً جسدياً، كما أو أكثر من أي شكل من أشكال الإعدام العقابية التي عرفها العالم؛ وأن يسوع تحمله بكامل وعيه بأنه بريء أمام الله والناس وانه رغم ذلك أهين ورفض، سواء في غرور خبيث أو في إستهتار مجرد، بواسطة أناس أحبهم وحاول أن يخلصهم – هذا امر إستقرت عليه كل وجهات النظر، ويخبرنا بالفعل أن حب يسوع، الذي اخذه للصليب، أحضره لإنخفاضٍ مروع. ولكن نموذج البدلية العقابية يضيف لكل هذا قياس أبعد لألم فعلي لا يمكن تخيله، وإن قورن بكل شيء ذكرناه حتى الآن يجعل كل شيء آخر يبهت لدرجة عدم الأهمية. هذا هو القياس الذي أشير إليه بواسطة دينني – “أنه في ساعات الظلمة تلك قد إستوعب (المسيح) بالتمام رد الفعل الإلهي تجاه الخطية التي للجنس البشري”. وينص على ذلك أوين بقوله بكل تحديد رسمي، وبصورة مطلقة وغير نفسانية: المسيح، قد أرضي العدل الإلهي “بخصوص خطايا كل الذين صنع لأجلهم الترضية، بأن جاز في نفس العقوبة التي، بسبب مديونيتهم كانت عليهم، كان عليهم تنفيذها. وعندما أقول نفس العقوبة أقصد بالأساس نفس الثقل والضغط، رغم أنها ليست كذلك في الأحداث نفسها، وفي المدة وما شابه ذلك..”[i] عبر عن هذا الفكر جوناثان إدواردز في عواطف رقيقة وشريفه: “تعامل الله معه كما لو أنه كان غاضباً عليه بدرجة شديدة، وكما لو أنه هو كان يستحق هذا الغضب المخيف. هذا الأمر جعل كل آلام المسيح أكثر سوءاً بالنسبة له، لأنها كلها قادمة من يد أبيه، الذي يحبه محبة لا نهائية، والذي إختبر محبته اللانهائية منذ الأزل. وبجانب هذا، لقد كان من نواتج عدل الله أنه ترك المسيح. هذا الأمر جعل المسيح يصرخ … “إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟” (مت27: 46) وهذا كان أمر رهيب بشكل لا محدود بالنسبة للمسيح. إن معرفة المسيح لمجد الآب، ومحبة المسيح للآب، والإحساس والخبرة اللتان لديه عن قيمة حب الآب له، جعلت توقف الأفكار المفرحة والإعلانات عن حب الآب رهيبة بالنسبة له، كما هو إحساس ومعرفة كراهية الله للملعونين، الذين ليس لديهم معرفة بكمالات الله، ولا محبته، ولا إختبار الحلاوة اللانهائية لحبه”[ii] وكما لخص كل هذا جميعه “الراباي” التاريخي دانكان في عبارة وحيدة لا تنسى، في ثورة عاطفية شهيرة لأحد فصوله: “هل تعلمون ماذا كانت الجلجثة؟ ماذا؟ ماذا؟ ماذا؟” ثم، وبالدموع تنسال على وجهه أكمل – “لقد كانت اللعنة وقد أخذها لنفسه بمنتهى الحب“. إنه هذا الحب بالتحديد هو، في تحليلنا الأخير، كل ما تدور حوله البدلية العقابية، والذي يشرح قوتها في حياة هؤلاء الذين يعترفون بها.[iii]
إن ما كان محتملاً أن يكون نقداً أكثر ضرراً للبدلية العقابية لم يكن ذاك الذي جاء من سوسيناس، ولكن من ماكلويد كامبل، الذي جادل بأن القول أن الله لابد أن يعاقب الخطية ولكن لا يحتاج أن يتعامل بالرحمة على الإطلاق (وبالفعل لم يتعامل بالرحمة تجاه أحد)، أن المصلحون نصراء وجهة النظر هذه قد قللوا من محبة الله وجعلوها مجرد قرار إعتباطي لا يعلن عن شخصية الله، ولكنه يجعله حتى وهو يباركنا هو لغز بالنسبة لنا، “الإله المجهول”.[iv] إن الهدف الحقيقي من نقد كامبل كان النموذج الإسكتلندي للشخصية الإلهية التي، سواء على حق ام لا، قد إعتقد كامبل أن اللاهوتيون المصلحون قد أنتجوها؛ والجواب الكافي، من وجهة نظر هذه المحاضرة، أنه حيث أن الكتاب المقدس يقول أن موت المسيح كان كل من بدلية عقابية لأجل شعب الله وأيضاً إعلان عن محبة الله لخطاة مثل هؤلاء، وحيث أن الكتاب المقدس يعلن أيضاً أن المسيح هو صورة الله، وأن كل ما نتعلمه عن محبة الإبن هو معرفة عن محبة الآب أيضاً، يصير إعتراض كامبل ليس حقيقياً. ولكن إعتراض كامبل، إن أخذ، يصير قاتلاً، لأن أي إستعراض للكفارة لا ينجح في تقديم طابعها كإعلان عن محبة فادية يصير متناقض مع نفسه.
إن مكونات النموذج الإنجيلي للبدلية العقابية الآن هي، كما أعتقد، كما هي أمامنا، بالتوازي مع المهمة التي يقوم بهم كل مكون. فهو يجسد ويعبر عن تبصرات عن الصليب هي أساسية للديانة الشخصية، والتي أضعها لذلك في ألفاظ شخصية، كالتالي:
(1) الله، كما في عبارة دينني، “لا يتغاضي عن شيء”، ولكن يدين كل خطية كما تستحق: وهو امر يؤكد عليه الكتاب، ويؤكده ضميري، أن صحيح.
(2) تستحق خطاياي الآلام العقابية الأسمى والرفض من محضر الله (وضميري أيضاً يؤكد على هذا)، ولا يوجد شيء أفعله لكي أمحو خطاياي.
(3) العقوبة التي علي لأجل خطاياي، مهما كانت، قد دفعها يسوع المسيح، إبن الله، بدلاً مني، في موته على الصليب.
(4) ولأن هذا هكذا، فأنا بواسطة الإيمان به أصير “بر الله فيه (في المسيح)”، أي، أصير مبرراً؛ مغفوراً له، مقبولاً حاصل على البنوية.
(5) إن موت المسيح لاجلي هو الأرضية الوحيدة لأي رجاء لي أمام الله.[v]
(6) إن إيماني بالمسيح هو عطية الله الخاصة لي، أعطيت لي بفضل موت المسيح لأجلي: أي، إشتراها الصليب لي.
(7) موت المسيح لأجلي يضمن حفظي حتى الوصول للمجد.
(8) موت المسيح لأجلي هو القياس والضمان لمحبة الآب والإبن لي.
(9) موت المسيح لأجلي يدعوني ويجبرني أن أثق، أعبد، أحب وأخدم.
هكذا رأينا، تبعاً لهذا النموذج، ما حصله الصليب لنا ويحصله.

  رد مع اقتباس