† Admin Woman †
|
رد: تأملات فى أمثال السيد المسيح 2
3-مثل الزِقَاقٍ العَتِيقَةٍ
أنجيل متى17وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ، لِئَلَّا تَنْشَقَّ الزِّقَاقُ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعاً».
أنجيل مرقس22 وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ».
أنجيل لوقا37وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَهِيَ تُهْرَقُ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. 38بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ، فَتُحْفَظُ جَمِيعاً. 39وَلَيْسَ أَحَدٌ إِذَا شَرِبَ الْعَتِيقَ يُرِيدُ لِلْوَقْتِ الْجَدِيدَ، لأَنَّهُ يَقُولُ: الْعَتِيقُ أَطْيَبُ».
الزقاق عبارة عن إربة من جلد الماعز , وكلنا نعرف أن الجلد مرن عنده خاصية أنه ممكن يتمدد لما بيكون جديد والخمر الجديدة لما بيضعوها بيتركوها لحد ما تختمر , يعنى بتطلع غازات وبتزيد فى الحجم وتكبر فى الحجم , فلو الزقاق المصنوعة من الجلد قديمة يعنى بتكون مشققة ونشفت وما تقدرش تتمط , فلما الخمر يتخمر بتكبر فى الحجم فحاتروح مفرقعاها فيحصل أن الخمر تنسكب والزقاق تتلف وتتقطع , لكن الخمر الجديد لازم توضع فى زقاق جديدة علشان لما تختمر وتزيد فى الحجم يستطيع الجلد أن يتمدد معاها , يعنى ما ينفعش الواحد يرقع فى حياته الروحية قديم على جديد ولازم الإنسان كله يبقى جديد , قلبه جديد وفكره جديد وعقله جديد وحواسه جديدة , لكن اللى يحاول ياخد حتة من هنا وحتة من هنا وحتة من هنا مايقدرش يطلع حاجة ليها فايدة .
أيه معنى القديم والجديد ؟ هو أن السيد المسيح عايز يقول لهم بإختصار أن تعاليم الفريسيين وحتى تعاليم يوحنا المعمدان هى دى القديم , لكن أنا تعاليمى هى الجديدة وعلشان تقبلوا تعاليمى وتفهموها لازم أنتم تاخدوا طبيعة جديدة , فلو أخذتم النعاليم الجيدة وأردتم تركيبها على تعاليمكم القديمة مش حاتنفع وحاتفرقع زى الزقاق العتيقة , وهو ده فعلا اللى حصل مع الكتبة والفريسيين لما حاولوا يفهموا السيد المسيح ماقدروش يستحملوا وعلشان كده مسكوا السيد المسيح وصلبوه , والتعاليم القديمة مثلا عين بعين وسن بسن , وتحب قريبك وتبغض عدوك , وهم بيدققوا قوى فى الوصايا , لكن السيد المسيح جاء وقال من لطمك على خدك الأيمن حول له الآخر ,من سخرك ميل أذهب معه ميلين , وحبوا أعدائكم , ولذلك الطبيعة القديمة ما تقدرش تقبل تعليم جديد , خمر جديد أو تعاليم مفرحة ولكن طبيعة الإنسان طبيعة عتيقة فلازم هذه الطبيعة العتيقة تتغير , وهذا فعلا اللى السيد المسيح عمله جعلنا نخلع القديم وألبسنا الجديد , وده واضح لو رحنا لرسالة كولوسى 3: 9- 10 9لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، اذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ اعْمَالِهِ، 10وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ،وهو ده اللى عمله السيد المسيح أنه نزع الطبيعة العتيقة اللى فينا وألبسنا الطبيعة الجديدة , والزقاق القديمة هى تعاليم موسى أو تعاليم العهد القديم , لكن الخمر الجديدة المفرحة هى تعاليم السيد المسيح , وبعدين بيقول السيد المسيح اللى أتعود على العتيق ما يحبش يغيره , وهؤلاء الكتبة والفريسيين أتعودوا أن يعيشوا بالفكر القديم بالعادات والتقاليد بتاعتهم وهو ده اللى بيحصل فى كنائس اليوم أتعودوا على عادات وتقاليد غير صحيحة , واللى أتعود على حاجة ما بيغيرهاش حتى لو كانت غلط وهو مقتنع تماما أنها غلط , ولذلك نرى الكتبة والفريسيين قد رضوا بكدة وأستقروا بكدة وتمسكوا بهذا , وقالوا لأ كل ما هو عتيق هو شهى ولذيذ ومن المعروف للناس أن الخمر المعتقة طعمها حلو ! لكن فى خمر جديدة اللى قام بتحويلها السيد المسيح فى عرس قانا الحليل اللى لما ذاقوها وجدوا أن هى أطيب وأحلى وأحسن , بالرغم من الغير متعارف عليه عند هؤلاء اليهود , فأحنا فى الأول كنا بنشرب هذه الخمر العتيقة أى ما يعده الجسد لنا , لكن دلوقتى أحنا مش عايزين الخمر العتيقة تفسد شهيتنا للخمر الجديدة , والإنسان العتيق أيا أن كان لأننا ساعات بنفتكر أن الإنسان العتيق هو إنسان الشهوات , ولكن الإنسان العتيق اللى كان فى الكتبة والفريسيين لم يكن الشهوات لكن كان البر الذاتى أو الإنسان اللى فرحان ببره الذاتى , وهو ده الإنسان العتيق سواء إن كان شهوات ورغبات أو إحساس بالبر الذاتى والقداسة الذاتية , ودى تفسد شهوة الإنسان وتعطل الإنسان عن نوال الخمر الجديدة أو الحياة الجديدة فى السيد المسيح , وعلشان كده بنلاقى فى أوقات كثيرة الناس مش عايزة تقرب من ربنا ومش عايزة تقرأ فى الكتاب المقدس ومش عايزة تصلى ومش عايزة تتقدس وبتميل بسهولة جدا ناحية الخمر العتيقة لأن الطبيعة لم تتجدد بعد لأنها محتاجة لنعمة السيد المسيح اللى بتجددها وتقدسها وعلشان كده فى سؤال أحب أسأله يا ترى أنا من أى نوع وبأتذوق أى خمر ؟ هل العتيقة أم الجديدة ؟ القديم بيعتمد على الممارسات والشكليات , بينما الجديد بيعتمد على الإيمان والنعمة , طبعا فى فرق كبير بين الأثنين , فالحياة الروحية هل بتعتمد على صمت كم يوم وكم ساعة أو بتعتمد على نعمة ربنا وإيمانى وثقتى فى ربنا , فالعهد الجديد قائم على الإيمان والنعمة بينما العهد القديم كله كان قائم على الممارسات , ويا ترى كنيستنا هى كنيسة ممارسات وشكليات أو كنيستنا قائمة على الإيمان والنعمة ؟ والعهد القديم أو الإنسان العتيق زى ما شفنا ماكانش فى ذبيحة تقدم عن الخطية العمد وكل ذبائح العهد القديم كانت تقدم عن الخطايا المعمولة سهوا أو غصب عن الإنسان , ولكن الخطية اللى الإنسان بيعملها متعمد مالهاش ذبيحة ومالهاش غفران لكن ليها رجم وليها موت , والسيد المسيح جاء فى العهد الجديد يعالج الناس الخطاة اللى هم عاشوا فى الخطية متعمدين واللى محكوم عليهم بالموت وبالرفض وعلشان كده شفناه قاعد فى وسط العشارين والخطاة لأن مفيش حد بيعشر وبيزنى غصب عنه دى خطية عمد ومتعمدين , وفى العهد القديم ماكانش ليها ذبيحة لكن فى العهد الجديد بنشوف أن السيد المسيح بيعالج الخطية العمد اللى مالهاش ذبيحة ويقدم نفسه ذبيحة عن الخطاة لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ والفريسيين ماقدروش يشعروا بخطيتهم , وإن كانوا فعلا ما بيزنوش ومابيقتلوش ومابيسرقوش لكن شكليا و وعلشان كده عمرهم ما شعروا أنهم خطاة , لكن السيد المسيح جاء وأراهم , لأ ده أنت يا فريسى بتقتل والدليل على كده أن من يغضب على أخيه ويقول له يا أحمق يكون قاتل نفس , وصحيح يمكن ما بتزنيش جسديا لكن من نظر إلى أمرأة وأشتهاها فى قلبه زنى بها , إذا فى هذا الوقت الفريسيين أبرارا بحيث أنهم ما فعلوش أى فعل علنى , لكن خطاة جدا بسبب الخطايا اللى بيعملوها فى السر , وعلشان كده السيد المسيح جاء مش لكى يجدد الشكل الخارجى أو يضع رقعة على الثياب القديمة , لكن جاء علشان يقدم حياة جديدة للكل , ويضع خمر جديدة وتعاليم جديدة فى زقاق جديدة , ويجدد الطبيعة البشرية , ويجدد الفكر ويجدد التعاليم ويجدد كل شىء , وهو ده اللى ماقدرش الكتبة والفريسيين أنهم يفهموه ومن هذه اللحظة أبتدأت الصراعات بينهم وبين السيد المسيح .
من المعلوم أن عمل الروح القدس تحت العهد القديم يختلف عن عمله تحت العهد الجديد , كان حينئذ يلد للعبودية فى المؤمنين الحقيقيين كما فى روميه 8: 15 15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ»., ثم فى معاملة الآخرين كان يأمر ويسمح بأمور كثيرة لا يجوز عملها الآن , فالروح المعطى لتلاميذ السيد المسيح لا يعمل كما عمل سابقا ,وهذا واضح فى روميه 4: 1- 7 1 فَمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ؟2لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ، وَلَكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ.3لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً». 4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ.5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.6كَمَا يَقُولُ دَاوُدُ أَيْضاً فِي تَطْوِيبِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَحْسِبُ لَهُ اللهُ بِرّاً بِدُونِ أَعْمَالٍ :7«طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. وعلى ذلك فأن أتقى يهودى حسب الناموس لا يقدر أن يصير تلميذا للسيد المسيح إن لم يتغير تغييرا عظيما جدا , العهد القديم لا يحتمل الجديد كأنهما نظام واحد أو أن العهد الجديد إنما هو إمتداد العهد القديم وإتساعه , فالمسيحى الذى يظهر الروح الناموسى إنما يخسر كل شىء فإنه لا يقدر أن يحفظ الخمر الجديدة فى الزقاق العتيقة , وكان يجب على اليهودى أن يحافظ على التقوى حسب الشريعة وقت وجودها ولا أحد يلومه ولا أحد يلوم الشريعة أيضا , ولكن يجب علينا أن نكون مسيحيين الآن بموجب نسبتنا للسيد المسيح ونسلك كما سلك هو ونحافظ على روح النعمة فى كل أمورنا .
الحقيقة فى إنجيل معلمنا لوقا ذكرت أية 39 39وَلَيْسَ أَحَدٌ إِذَا شَرِبَ الْعَتِيقَ يُرِيدُ لِلْوَقْتِ الْجَدِيدَ، لأَنَّهُ يَقُولُ: الْعَتِيقُ أَطْيَبُ».والتى لم يذكرها البشيرين متى ومرقس وهنا من هذه الآية نجد إختلاف الذوق أو المشرب , ومن المعلوم أن عوائد الإنسان تفعل فيه فعلا قويا , وكلما تعود على شىء يستصعب تركه وهذا يصدق علينا من كل الأوجه فى الدين وفى الدنيا معا , وكان اليهود قد تعودوا على أحوالهم القديمة وإستاءوا أن يغيروا العادة ويقبلوا النظام الجديد والروح الجديد الذين أتى بهما السيد المسيح , فالناموسى يتمسك بالناموس لأنه تعود عليه . وفى سفر الأعمال والرسائل نرى عند الدراسة كم كان صعبا على اليهود حتى المؤمنين بالسيد المسيح أن يبدلوا عوائدهم القديمة بما يناسب إيمانهم الجديد وهذا للأسف ما يحدث فى الكنيسة الآن من تأليه للقديسين والتمسك بما كتب فى بعض كتب ابو كريفا العهد الجديد والتى يحتويها السنكسار, والحقيقة ده موضوع آخر سأتطرق إليه فى تأمل مستقل .
ولكن تعليم السيد المسيح هنا يفيدنا فائدة عامة ودائمة على جميع الأحوال بحيث أنه يرينا قوة العادة السابقة فى الإنسان وكم يعسر عليه ترك كل ما تعلمه من صباه ليخضع لكلمة الله وبالحق يستحيل عليه ذلك إن لم يولد من فوق كما يقول أرميا 13: 23 23هَلْ يُغَيِّرُ الْكُوشِيُّ جِلْدَهُ أَوِ النَّمِرُ رُقَطَهُ؟ فَأَنْتُمْ أَيْضاً تَقْدِرُونَ أَنْ تَصْنَعُوا خَيْراً أَيُّهَا الْمُتَعَلِّمُونَ الشَّرَّ! وينبغى أيضا أن نذكر أنه يوجد فينا نوعان من الذوق بإعتبار ولادتنا من فوق , عرفنا الشر لأننا تعلمناه من صبانا , وإنما ذقنا الخمر الجديدة حين أبتدأنا أن نشترك مع الآب ومع أبنه بواسطة الروح القدس ,ولكن الجسد الفاسد مع ميوله وشهواته لم يزل باقيا فينا وإذ أتغلبنا فى وقت ما نرجع حالا إلى الخمر العتيقة يعنى الشر الذى كنا معتادين عليه من قبل وكمان نفضله على الشركة الروحية , آه كم وكم أحزنا الروح القدس اللى هو القوة الوحيدة فينا للمحافظة على الشركة , بل سقطنا ورجعنا بأسرع وقت إلى الأشياء التى كنا نظن أننا قد تركناها إلى الأبد , وعلشان كده يمكن لنا أن نمتحن أنفسنا دائما بهذا القانون البسيط ونسأل ما هى صفات الأشياء التى تلذ لذوقنا الآن وهل هى من الروح أو من الجسد أو من السماء أو من الأرض , أو بإختصار هل هى ما يتعلق بشركة الآب والأبن أو هى الخمر العتيقة التى شربناها من صبانا ؟ , وعلى كل حال لا يمكن أن نستطيب نوعين فى وقت واحد. وهذا ما يقوله القديس بولس الرسول فى روميه 13: 14 14بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ.
|