انتقد اودولف جوليخر وهو ألمانى الجنسية، الذي نشر كتاباً سنة 1898 عن الأمثال، بشدة هذا التفسير الرمزي، وقد أيده الكثيرون في هذ، ولكن جوليخر ومؤيدوه تطرفوا في انتقادهم عندما رفضوا كل أنواع التفسير الرمزي، إذ لا تخلوا أمثال السيد المسيح كلياً من العناصر الرمزية.
يعتبر جرمياس، من حيث المبد، في كتابه القيم عن أمثال السيد المسيح، أن العناصر الرمزية فيه، لها قيمة ثانوية. وعلى الناقد أن يحدد هذه العناصر ويضعها جانباً للوصول إلى المعنى "الأصيل" للمثل.
غالباً أنه لم يكن يوجد فرق واضح بين "المثل" و"الاستعارة" في زمن السيد المسيح. قيل أن المثل يتميز ببساطة الأفكار الواردة فيه والاستعارة بتعقيد الأفكار الواردة فيها. ولكن الأبحاث التاريخية النقدية لم تعتبر الأمثال البسيطة كما كان يظن سابقاً .
لقد تذكر الناس أمثال السيد المسيح واستعملوه وكيفوها وفق الوضع الجديد الذي حدث بعد موته وقيامته. لا شك في أن بعض التغيرات قد وقعت أثناء نقل الأمثال وتطبيقها على ظروف جديدة ومستمعين جدد. ولكنه من الصعب تحوير قصة موفقة. كل ما يمكن حدوثه، إذ كثر تداوله، هو إضافة بعض العناصر الجديدة عليها وهذه يمكن تحديدها. يقول بعض علماء الكتاب المقدس، "إن قصة تستعمل بنجاح الصور الرمزية غير قابلة للتغيير، لأنه لا يوجد إلا طريقة واحدة لقولها كما هو الحال في الشعر".