السحر والأرواح الشريرة واللعنات ( الجزء الثامن)
قبل أن تقرأ هذه المقالات الرجاء أن تصلي من اجل أن تفهم هذه المقالات لأننا سنعرف من خلال هذه المقالات انه توجد أرواح شريرة مهمتها أن تشوش على الإنسان حتى لا يفهم حق الإنجيل وإذا لم تعرف حق الإنجيل ففي هذه الحالة قد أسرك الشرير في فخه وفي هذه الحالة يستطيع أن يفعل بك ما يريد. الرجاء أن تصلي من اجل أن يرشدك الروح القدس لكل الحق.
لا يستطيع أي مسيحي أن يعيش حياة النصرة وحياة هادئة بدون أن يعرف جيدا ما الدور الذي تلعبه الأرواح الشريرة في حياة الإنسان، كما سنشرح عالم الأرواح الشريرة ستعرف إن لها دور كبير جدا في حياة كل إنسان كما إن ملاك إلهنا حال حول خائفيه وينجيهم كذلك توجد أرواح شريرة لكي تتعبنا.
عالم الأرواح الشريرة
"أخيرا يا اخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس. فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات. من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا." {أف6: 10-13} من هذه الآيات نفهم الآتي:
1- إبليس له مكايد 2- مصارعتنا ليست مع دم ولحم
3- مصارعتنا هي مع
أ- الرؤساء ب- مع السلاطين
ج- مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر د- مع أجناد الشر الروحية في السماويات
سنشرح كل نقطة من هذه النقاط وفي هذا العدد سنشرح إن إبليس له مكايد
إبليس له مكايد
إن الإنجيل مليء بمكايد إبليس وأول ذكر لنا في العهد الجديد عن مكايد إبليس هو في البرية. فيذكر لنا إنجيل متى ولوقا الإصحاح الرابع إن ربنا يسوع عندما جاع أخيرا قال له إبليس "إن كنت ابن الله فقل لهذا الحجر أن يصير خبزا" كانت مكيدة إبليس ليسوع في جزأين الأولى في تشكيك ربنا يسوع انه ابن الله والثانية هي انتهاز الفرصة انه جاع وقال له "قل لهذا الحجر أن يصير خبزا" انه طلب معقول لأي إنسان جائع. إن إبليس دائما يطلب من أولاد الله طلبات معقولة جدا تناسب احتياجهم فمثلا يطلب منك إبليس أن تستخدم فلوس العشور لأنك محتاج إليها الآن أو إن اهلك في احتياج إليها إلى أن يصل بك الحد إلى أن تقول اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع وفي حالتنا كمسيحيين يبقى يحرم على الكنيسة أو بمعنى اصح يحرم على فقراء ربنا. ولكن ماذا كان رد ربنا يسوع المسيح، قال له يسوع "مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة من الله" لقد كان رد يسوع بالمكتوب لذلك أنا انصح دائما بأن كل إنسان يقرأ الإنجيل لأنك عندما تقرأ الإنجيل ستعرف ماذا تقوله كلمة إلهنا عن كل شيء فلن يستطيع إبليس أن يقنعك بأي شيء مخالف للإنجيل لأنك ستعرف حيله ومكايده وأفكاره "لئلا يطمع فينا الشيطان لأننا لا نجهل أفكاره" {2كو2: 11} ستتعلم من الإنجيل وبإرشاد الروح القدس كيف تتصرف في كل شيء. ستدرك عندما يتصرف راعي كنيستك أي تصرف، ستدرك إن كان هذا التصرف بإرشاد الروح القدس آم هو تصرف جسدي بحت. أريد أن اذكر إننا نخطأ عندما نتصور إن كل رعاة الكنيسة هم أناس روحيين، المفروض انهم يكونوا في الروح. يوجد رعاة روحيين ولكن يوجد أيضا رعاة غير روحيين.
لن أتكلم عن مكايد إبليس الواضحة ولكني سأتكلم عن مكايد إبليس الغير واضحة:
1- من مكايد إبليس انه يغير نفسه إلى شبه ملاك نور
"لان مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيّرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح. ولا عجب.لأن الشيطان نفسه يغيّر شكله إلى شبه ملاك نور. فليس عظيما إن كان خدامه أيضا يغيّرون شكلهم كخدام للبر.الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم" {2كو11: 13-15}من هذه الآيات يتضح لنا إننا لا يجب أن نثق تماما في كل إنسان يقول انه خادم للمسيح. من خلال خدمتي ليسوع المسيح سمعت بإشكالات بشعة جعلتني اخذ حذري من أي إنسان مهما كان وسمعت كثيرا عن إبليس يغير شكله إلى شبه ملاك نور ويقنع كثيرين بأنهم في حضرة الإله الصالح. احكي هذه القصة: جاءني شاب في إحدى الكليات العملية وقال لي انه يقرأ في إحدى الكتب لأباء الكنيسة وهو عندما يصلي يدخل في محضر ربنا ولا يستطيع أن يذاكر لمدة ساعات. قلت له سأصلى ولكني صليت صلاة عادية مثل ما اصلي لأي إنسان ولكن المشكلة استمرت وفي مرة عندما قال لي أني عندما ادخل في محضر ربنا لا أستطيع أن أذاكر فقلت له تستطيع أن تدخل في محضر ربنا في أي وقت؟ قال لي نعم في أي وقت. قلت له طيب أنا سوف اصلي وأنت صلي وقل لي إذا كنت تستطيع أن تدخل في محضر الله الآن وصليت الصلاة الخاصة بطرد الأرواح الشريرة وبعد خمس دقائق سألته هل استطعت أن تدخل إلى محضر الله؟ قال لي لم استطع. كان الذي يؤثر على هذا الشاب هو روح شرير يغير نفسه إلى شبه ملاك نور وعندما صليت الصلاة الخاصة بطرد الأرواح الشريرة، فعلا لم يستطع الروح الشرير الحضور وتركه ولم يعد إليه.
وأيضا إبليس يظهر نفسه كشبه ملاك نور في ظهوره كإحدى القديسين لبعض الناس وأنا لا أنكر ظهور القديسين للبعض بغرض تعزيتهم أو تشجيعهم على الحياة مع يسوع المسيح ولكن، ولكن توجد بعض الظهورات التي سببها إبليس لتشويش الناس البسطاء. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف أميز بين ظهورات القديسين وبين ظهورات إبليس كشبه ملاك نور؟ والحل في منتهى البساطة وهو الآتي: إذا كانت إحدى هذه الظهورات تجذبك إلى معرفة المسيح والى دراسة الإنجيل فبلا شك هذه ظهورات سمح بها إلهنا الصالح لتقربنا إليه آما إذا كانت هذه الظهورات موجودة لكي ننبهر بهذا الحادث ولم نتقرب إلى يسوع المسيح ولم تشجعنا على قرأة الإنجيل ، وما اكثر هذه الظهورات الآن، فهذه الظهورات سببها إبليس لكي تشوشنا وتبعدنا عن معرفة إله الحق يسوع المسيح "امتحنوا كل شيء" {1تس5: 21}
2- من مكايد إبليس انه يعطينا التعليم الشبه صحيح
وما اكثر التعليم الغير صحيح الذي نراه ونسمعه ونقرأه الآن. توجد كنائس من مختلف الطوائف تجدها على النت أو حتى على بعض قنوات التليفزيون أو في بعض الكنائس أو حتى في بعض الكتب، تجدهم يعلمون تعليم شبه صحيح. إن لم تكن من قارئي الإنجيل جيدا فلن تعرف هذا التعليم هو شبه الصحيح بل ستدرك انه تعليم صحيح جدا. يقول القديس بولس الرسول انه "اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب. وبّخ انتهر عظ بكل أناة وتعليم. لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلّمين مستحكة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات." {2تي4: 2-4}أستطيع أن أقول إن هذه الآيات تنطبق على عصرنا الحالي. أنا ساعات أجد نفسي في حالة من الذهول من بعض التعليم الذي اسمعه، انه تعليم ليس له صلة بكلمة إلهنا الصالح. أنا دائما انصح كل إنسان يسمع أي نصيحة من أي خادم أن يسأل هذا الخادم هذا السؤال: أين أجد نصيحتك في الإنجيل؟ إن فعلت هذا فإنك تفعل خدمة في نفسك وفي هذا الخادم. خدمة في نفسك لأنك ستتأكد من وجودها في الإنجيل وخدمة في الخادم، ستجعله يدرس الإنجيل جيدا وان لم يستطع الخادم أن يعطيك مكان نصيحته في الإنجيل ففي هذه الحالة لا تسمع له.
هنا لي تعليق وهو ليس كل كتاب عن آباء الكنيسة صحيح لاهوتيا وإنجيلينا وبالذات الكتب التي كتبت بعد دخول الإسلام سنة 620، أنا عملت بحث عن آباء المجمع ووجدت إن آخر قديس في آباء المجمع مات سنة 539 . إن أقوال الآباء إلى نهاية القرن السادس تستطيع أن تقرأها وأنت مطمئن إنها صحيحة، يجب على كل منا أن يقارن ما يقرأه من كتب روحية بالإنجيل. قصة الشاب الذي كان إبليس يغير نفسه إلى شبه ملاك نور، هذا الشاب كان يقرأ كتاب أقوال الآباء بعد نهاية القرن السادس مما جعلني اشك في صحة هذا الكتاب وفعلا طلبت منه أن يحضر هذا الكتاب وقرأته ووجدت انه مخالف تماما لتعليم الإنجيل. اعتقد إن قراءة هذا الكتاب الذي يحتوي على معلومات غير مطابقة للإنجيل جعله عرضة لهجوم الأرواح الشريرة.
3- من مكايد إبليس انه يعطينا النصيحة الشبه صحيحة
أن إبليس ناصح جدا في أنه يعطينا النصيحة الشبه صحيحة من خلال أي انسان. والنصيحة قد تكون لأي إنسان شكلها سليم مائة في المائة ومن هذه النصائح يا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم. أنا كتبت عدة مقالات عن هذا الموضوع واثبت من الإنجيل إن هذا القول غلط والصح هو لا تبات مظلوم ولا تبات ظالم لان إلهنا الصالح لا يرضى بظلم أولاده إطلاقا. أيضا والنصيحة الشبه صحيحة هي القول بأن هذه المشكلة هي صليبك اللي ربنا ادهولك، طبعا هذا خطأ كبير لأن إلهنا الصالح لا يعطي لأحد صليب والإنجيل لم يذكر إطلاقا إن إلهنا الصالح أعطى صليب لكل واحد ولكنه ذكر الآية التالية "ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. من وجد حياته يضيعها.ومن أضاع حياته من اجلي يجدها" {مت10: 38و39} هنا يسوع المسيح يتكلم عن أهمية أن كل منا يموت عن هذا العالم من اجل أن نربح يسوع المسيح. هذا التعليق نسمعه من آباء الاعتراف لأنهم لا يعرفوا أن يحلوا معظم المشاكل فمن الأسهل أن يقنعوا الناس بأنهم يقبلوا الظلم والافتراء الذي يعيشونه على أن يحاول أب الاعتراف أن يحل المشكلة.
ومن مكايد إبليس أن رجال الدين يرددوا مقولة مشهورة الآن وهي ابن الطاعة تحل عليه البركة. كان أول مرة اسمع فيها هذه المقولة قالها لي راعي في أمريكا، كنا نتناقش في شيء ولم اتفق معه في الرأي لأني لم اشعر إن هذا مبدأ الإنجيل فقال لي اسمعي الكلام وابن الطاعة تحل عليه البركة فقلت له لا اعتقد إن ما تقوله هو صح لأن الإنجيل يقول كذا وكذا. وبعد أن رجعت إلى المنزل وجدت نفسي أسال الهي في الصلاة وأقول كيف كلمتك تقول ينبغي أن يطاع الله اكثر من الناس وكيف كلمتك تقول في نفس الوقت إن ابن الطاعة تحل عليه البركة وشعرت أن روح ربنا يرشدني إن كلمته لا تقول ابن الطاعة تحل عليه البركة. وبحثت في الإنجيل على هذه الآية ولم أجد إطلاقا انه توجد آية في الإنجيل إن ابن الطاعة تحل عليه البركة. لو لم اكن اعرف كلمة إلهنا جيدا لكنت خدعت بهذه المقولة وهي ابن الطاعة تحل عليه البركة. مرة أخرى الرعاة يحاولوا السيطرة على الشعب بمبادئ مخالفة للإنجيل.
المرة القادمة سنتكلم على أن مملكة إبليس ليست دم ولحم أي أنها مملكة لا نراها يعيوننا الجسدية ولكننا نراها بعويننا الروحية.