(2) اللَّـه :
سُمى الرب يسوع المسيح في الكتاب المقدس بلفظ الجلالة، وهذا ما لم يحدث مع أى شخص من قبل ومن بعد، فيقول الرسول بولس لابنه تيموثاوس: «عظيم هو سر التقوى اللَّه ظهر في الجسد» (1تيمو 3:61). «كرسيك يا اللَّه إلى دهر الدهور» (عب 1:8).
«ها العذراء تحبل وتلد ابناً، ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره اللَّه معنا» (مت 1:32). فهو اللَّه العظيم الذى ظهر في الجسد، «والكلمة صار جسداً» (يو 1:41).
«والكلمة كان عند اللَّه، وكان الكلمة اللَّه» (يو 1:1).
ولهذا لُقب الرب يسوع بلفظ الجلالة «اللَّه» لأنه هو اللَّه، فنحن نعرف من صدق النبوة أن اللَّه لا يسمح بأن يُسمى أحد باسمه، فهو يغار على مجده، ولكن يسوع المسيح لكونه اللَّه المتجسد لم تكن هناك مشكلة على الإطلاق في أن يُلقب بهذا الاسم، فهو اللَّه.
(3) رب :
لُقب المسيح في الكتاب بالرب، وهى كلمة تفيد السيادة. وكذلك لُقب بكلمة السيد، وهى أيضاً كلمة قريبة من الرب. وكلتا الكلمتين تعنى ربوبيته الذاتية. ذُكر أن يسوع رب 004 مرة في العهـد الجديد، بينما ذُكر عن الآب أنـه رب 471 مرة، والروح القدس مرتين. فالمسيح من قبل ميلاده، وهو في بطن العذراء، رب، فقالت أليصابات للقديسة العذراء: «من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلىّ» (لو 1:34). بل في موته قال اللص على الصليب: «اذكرنى يارب متى جئت في ملكوتك» (لو 32:24).
«الخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك» (رؤ 71:41).
«وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب» (رؤ 91:61).
وهو رب الكل (أع 01:63)، وهو رب الجنود (يع 5:4)، وهو رب المجـد (1كو 2:8). وقـال المـلاك المبشر بالفرح للرعـاة في ميلاد المسيـح: «وُلد لكم اليوم في مدينة داود مُخلِّص هو المسيح الرب» (لو 2:11).
(4) الإلـه :
يتحدث الكتاب عن يسوع المسيح أنه ليس فقط «ابن اللَّه»، «اللَّه»، «رب»، بل الإله. وهى كلمة تفيد مَنْ يستحق السجود والعبادة. فمثلاً عندما التقى الرب يسوع بالتلاميذ في العُلية وكان مع التلاميذ توما الذى شك في القيامة، وقال له الرب «هات أصبعك»، فقال توما «ربى وإلهى» وسجد له (يو 02:82). وبولس الرسول يصف الرب باعتباره الإله ويقول: «ومنهم المسيح الكائن على الكل إلهاً مباركاً» (رو 9:5). ولماذا؟ الإجابة: لأنه «فيه يحل ملء اللاهوت (الإله) جسدياً» (كو 2:9).
«الإله الحكيم الوحيد مخلِّصنا له المجد» (يه 52).
هـذا ما يُظهر لنـا ملء اللاهوت ـ أى الألوهية ـ التى في شخص المسيح اللَّه المتجسد.
(5) الديـان :
لا يوجد في كل العصور مَنْ أعطى أن يكون دياناً إلا المسيح. وديان البشر هو مَنْ له الحق في أن يحكم على البشر، إن اللَّه هو خالق البشر وفاديهم، فمَنْ الذى له السلطان أن يدينهم؟ هو اللَّه. ويقول الكتاب إن يسوع المسيح هو ديان البشر، ومن هنا أيضاً نؤمن أن يسوع هو اللَّه.
«نشهد أن هذا هو المعين من اللَّه دياناً للأحياء والأموات» (أع 01:24).
«مَنْ هو الذى يدين؟.. المسيح الذى مات» (رو 8:43).
«الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن» (يو 5:22).
وهذه الشهادة للرسول بطرس والرسول بولس ويوحنا الحبيب، تثبت أن يسوع هو اللَّه، وهناك أسماء أخرى لم يسم بها إلا اللَّه أطلقت على الرب يسوع، وسوف نسردها في وقتها من خلال هذه الدراسة.
على أن المسيح، له كل المجد، لم يسم بأسماء اللَّه فقط، ولكنه أيضاً كانت له الصفات الإلهية.