(7) الجيش في الميدان:
كانت هناك خدمات دينية تسبق انطلاق الجيش لميدان القتال (يوئيل 3: 9 ). وكانت الذبائح تقدم في بداية المعركة (ميخا 3: 5، ارميا 6: 4، 22: 7). كما كانوا قديما يذهبون إلى الكهنة لسؤال الرب (قض 1: 1، 20: 27، اصم 14: 37، 23: 2، 28: 6، 30: 8 )، وفي الازمنة اللاحقة، كان يذهبون للأنبياء (1 مل 22: 5، 2مل 3: 13، 19: 2، ارميا 38: 14). وهناك بعض الحالات التي أخذ فيها التابوت إلى الميدان (1 صم 4: 4، 14: 18).
وكانت الذبائح تقدم قبل الاشتباك في القتال (1 صم 7: 9، 13: 9) مما كان يستلزم وجود كاهن مع الجيش (تث 20: 2). وكانت هناك مجالس للحرب لاصدار القرارات في الأمور السياسية في اثناء الحصار أو المعركة (ارميا 38: 4 و7، 39: 3). وكان هتاف البوق هو علامة التقدم أو التراجع في الحرب (عدد 10: 9، 2 صم 2: 28، 18: 16، 1 مك 16: 8). وكان نظام المعركة بسيطا فكان حاملوا الرماح الثقيلة يسيرون في المقدمة، أما رماة المقاليع والسهام فكانوا ياتون في المؤخرة تساندهم المركبات والفرسان الذين كانوا يتقدمون إلى الصفوف الأمامية متى لزم الأمر (1 صم 31: 3، 2 أخ 14: 9). وكانت الخطط الحربية تعدل بحسب القوة المعادية، أو تبعا لطبيعة أرض المعركة (يش 8 : 3، 11: 7، قض 7: 16، 1 صم 15: 5، 2 صم 5: 23، 2 مل 3: 11 26).
وبالرغم من وجود جنود أجانب من أمثال أوريا الحثي واتاي الجتي في خدمة داود، كما أستاجر الملوك الذين جاءوا بعده جنودا من الأجانب، إلا أن نظام الجنود المرتزقة لم يدخل الجيش الإسرائيلي على نطاق واسع إلا في عهد المكابيين. ويذكر الأنبياء الجيوش المرتزقة كمصدر ضعف للامة التي تستعين بهم (كما حدث لمصر ارميا 46: 16 و21، ولبابل ارميا 50: 16). ومنذ عهد المكابيين استخدمهم امراء الاسرة الاشمونية في بعض الاحيان لكبح جمع الاسرائيليين الذين كانوا يسببون لهم المتاعب، أو لمعاونة جيوش روما في احيان اخرى. وقد كان جيش هيرودوس الكبير يضم بين صفوفه مرتزقة من امم مختلفة، وكانت الشريعة تحرم على الجنود اليهود الذين يخدمون في جيش روما، القتال أو العمل في يوم السبت. وفي ايام حرب المكابيين للتحرير، فضلت فرقة من الحسيديين (أي اليهود الاتقياء) ان تباد عن اخرها، عن ان تحمل السيف في يوم السبت (1 مك 2: 34). وهناك حالات سجلها التاريخ، استغل فيها أعداؤهم من الأمم هذا الموقف ليكبدوهم خسائر فادحة ويوقعوا بهم الهزائم.