عرض مشاركة واحدة
قديم 05 - 11 - 2013, 03:36 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التأله والمتألهون

( هـ ) تأله النفس والجسد

عندما نتحدث عن التأله نقصد تأله الكيان البشري. يتكون الإنسان من نفس وجسد، وبالتالي يشترك كل من النفس والجسد في التأله. بالتأكيد، تختبر النفس نعمة الله أولاً، ولكن من خلال النفس تنتقل هذه النعمة أيضاً إلي الجسد، الذي يكتسب بهذه الطريقة خبرة التأله.

توجد العديد من الأمثلة في الكتاب المقدس. لقد لمع وجه موسي عندما صعد جبل سيناء، لدرجة أن اليهود لم يستطيعوا النظر في وجهه واضطر إلي ارتداء برقع. لمع وجه المسيح كالشمس وصارت ثيابه بيضاء علي جبل التجلي. أيضاً، رأي اليهود وجه استفانوس في المجمع مثل وجه ملاك. هذه الأمثلة وحدها، بالإضافة إلي تقديس رفات القديسين، تكفي لتظهر أن الجسد أيضاً يشترك في التاله. علي كل حال، سوف يقام الجسد أيضاً ويتمجد. يقول القديس مكسيموس المعترف أنه، أثناء الثايوريا، يضمن الروح القدس توقف كل قوي الجسد والنوس من خلال التأله "حتي يُستعلن الله عِبر كل من النفس والجسد". يشرح القديس غريغوريوس بالاماس أن النوس والقدرات الإدراكية تستقل النور غير المخلوق "علي الرغم من أن كل منها يستقبله بطريقة ملائمة له". علي كل حال، هو فائق للنوس ولحاسة الإدراك.

يشترك جسد الإنسان في معاينة الله، لكنه يعاين النور ويسمع صوت الله فقط بعد أن تتجلي قدرته الإدراكية بواسطة النعمة الإلهية. تتحول حواسه لكي يعاين النور. يقول الآباء مشيرين إلي تجلي المسيح أن التلاميذ "تغيروا ورأوا التغيير". يقول القديس غريغوريوس بالاماس، أنه علي الرغم من أن المسيح لمع "مثل الشمس عن التجلي، إلا أنه لم يكن مرئياً لأولئك الموجودين في المنطقة المحيطة، لأن هذا النور هو غير مرئي بالنسبة لأولئك الذين لم تتحول حواسهم بواسطة الروح القدس. لقد عاين التلاميذ هذا النور علي جبل طابور، لكنهم عاينوه بعيون صارت أعلي من عيون الجسد وأدركوا النور الروحي بقوة روحية.

هكذا، يشترك الجسد أيضاً في التأله. إنه يتحول حتي يصير قادراً علي معاينة النور غير المخلوق. تماماً مثلما ستصبح أجساد الأبرار أجساداً روحية في الفردوس سوف تشترك في مجد الرب، هكذا معاينة النور غير المخلوق، التي هي جوهر البركات الآتية وملكوت الله نفسه، تكون مرئية للعيون التي كانت قد صارت روحية من قبل.

  رد مع اقتباس