تختلف معاينة الله بالنسبة لمختلف الناس. توجد درجات من الثايوريا، وبالتالي درجات من التأله. يشير القديس بطرس الدمشقي إلي ثمان مراحل من معاينة الله.
المرحلة الأولي لمعاينة الله هي "معرفة ضيقات وتجارب هذه الحياة". عندما يتلقى الشخص ويفهم محبة الله في التجارب والضيقات ويحتملها بصبر، فإنه يختبر الدرجة الأولي من معاينة الله.
المرحلة الثانية من معاينة الله هي "معرفة أخطائنا الشخصية، ومعرفة معونة الله لنا". هذه هي خبرة التوبة العميقة.
المرحلة الثالثة هي "معرفة الأمور الرهيبة التي تنتظرنا قبل وبعد الموت".
المرحلة الرابعة هي "فهم الحياة التي عاشها الرب يسوع المسيح في هذا العالم، وفهم كلمات وأعمال تلاميذه والقديسين والشهداء والآخرين والآباء القديسين".
المرحلة الخامسة هي "معرفة الطبيعة المتغيرة للأشياء".
المرحلة السادسة هي "معاينة الكائنات المخلوقة، أي معرفة وفهم خليقة الله المنظورة". هذه هي معاينة الجواهر الداخلية للكائنات، معاينة قوة الله المانحة للوجود والمعطية للحياة.
المرحلة السابعة للثايوريا هي "فهم خليقة الله الروحية"، أي الملائكة بتعبير آخر.
في النهاية، المرحلة الثامنة للثايوريا هي "معرفة ما يخص الله، أو ما نسميه علم اللاهوت".
إنه يستطرد قائلاً أن الدرجات الثلاثة الأولي للثايوريا تخص الشخص المهتم بالعمل، الذي لا يزال في مرحلة التطهير. ترتبط المراحل الخمسة الأخرى بالشخص المنخرط في الثايوريا، الذي وصل لاستنارة النوس ومعاينة الله. المرحلة الثامنة من الثايوريا هي عمل الدهر الآتي. من الواضح أن الصبر في مواجهة تجارب الحياة والتوبة العميقة تُمنح بنعمة الله، وبالتالي تكون هي الدرجات والمراحل الأولي من معاينة الله. الذي يختبر التوبة ويحتمل التجارب يستطيع أن يُشار إليه بحق علي أنه متأله، علي الرغم من أنه لا يزال بالطبع في مراحل التأله الأولي.
أولئك الذين يشتركون بدرجات مختلفة في نعمة الله هم متألهون. إننا نعي جيداً أن كلاَ من حالة التوبة العميقة والصلاة النوسية تُمنح بواسطة الروح كلي القداسة. علي كل حال، وبصورة رئيسية، أولئك الذين يختبرون معاينة الله هم المتألهون.