عرض مشاركة واحدة
قديم 05 - 11 - 2013, 03:36 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التأله والمتألهون

( د ) درجات التأله والثايوريا (معاينة الله)
ليس التأله هو غفران الخطايا من خلال الروح القدس ولكنه شركة الإنسان في الروح القدس. ليس غفران الخطايا هو نفسه الشركة في الروح كلي القداسة. الآباء القديسون واضحون في هذه النقطة.

توجد درجات متنوعة من التأله. طالما أن الكمال (التأله) ليس له نهاية. يري القديس غريغوريوس بالاماس أن الثايوريا لها بداية ولها مرحلة تتبع البداية، ولكنها ليس لها نهاية. الاستنارة هي شيء، معاينة الله الدائمة هي شيء آخر، ومعاينة الأمور في هذا النور هي أيضاً شيء آخر.

عندما يتحدث القديس غريغوريوس النيصي في كتابه "حياة موسي" عن الكمال المساوي للفضيلة، يقول أنه لا توجد حدود للكمال ولا أُطُر للفضيلة. من المؤكد أنه لا يقصد بالفضيلة الافعال السليمة أخلاقياً، ولكن قوة الله. من ثم يكتب قائلاً: "إن أياً من يسعي وراء الفضيلة لا يشترك إلا في الله، لأن الله هو نفسه الفضيلة المطلقة". يوجد نمو مستمر في الكمال والفضيلة. يكتب القديس غريغوريوس النيصي مشيراً إلي بولس الرسول قائلاً: "لقد تعلمنا في حالة الفضيلة من الرسول أن الحد الوحيد للكمال هو أنه ليس له حد". عندما يقول شخص ما أنه اكتسب حياة وانه يعيش في اكتفاء ذاتي، يكون ذلك موتاً وليس حياة. "مثلما تكون نهاية الحياة هي بداية الموت، هكذا يعني التوقف عن الجري في سباق الفضيلة الجري في سباق الرزيلة". اختيار الله ليس ساكناً؛ إنه عملية بحث واكتشاف مستمرة. يستطرد القديس (65, 105, 225)غريغوريوس النيصي قائلاً: "بالتالي يكون بدون شك من غير المستحيل الوصول للكمال، طالما أنه كما قلت لا يكون الكمال محدداً بحدود. الحد الوحيد للفضيلة هو غياب الحد. كيف يمكن إذاً للمرء أن يصل للحد المطلوب عندما لا يستطيع أن يجد حداً؟"

من الواضح من هذا الاقتباس من القديس غريغوريوس النيصي أن التأله ليس له حد أو إطار. بالتالي توجد درجات عديدة من الكمال. كما ذكرنا بالفعل، تشتمل مراحل الثايوريا علي الاستنارة، ومعاينة الله، والمعاينة الدائمة لله.

تكلم المسيح عن المنازل الكثيرة الموجودة في الفردوس. "في بيت أبي منازل كثيرة" (يو2:14). إذ يفسر القديس غريغوريوس السينائي هذا النص يقول المسيح يعني بعبارة "منازل كثيرة" "المراحل المختلفة للصعود والتقدم في الدهر الآتي؛ لأنه علي الرغم أن ملكوت السموات هو واحد، إلا أنه العديد من الدرجات فيه". ملكوت الله هو واحد، لكنه يُختبر بدرجات مختلفة عديدة، بحسب تقدم وحالة الشخص الذي يجد نفسه هناك. كما يقول بولس الرسول: "نجماً يمتاز عن نجم في المجد" (1كو41:15).

التأله، كما هو مشار إليه بالأعلى، هو معاينة النور. علي كل حال، معاينة النور تلك، التي تقدم معرفة حقيقية الله، تعتمد علي حالة الشخص الروحية. بالتالي، يقول القديس غريغوريوس بالاماس أن النور ليس نوسي ولا يمدنا بالمعرفة، ولكنه هو نفسه المعرفة "وفيضة هو علامة علي ذاك الكمال الذي يرضي الله". يسطع هذا النور علي بعض أولئك المبتدئين في حياة الفضيلة: "... يسطع نفس النور حتي لو كان بدرجة أقل تميزاً، ويجعل الكامل أكثر اتضاعاً". إذ يفسر القديس غريغوريوس نفس الحقيقة، يقول في موضع آخر أن الرب يسكن في الناس بطرق مختلفة "بحسب استحقاق وطريقة حياة أولئك الذين يطلبونه". إنه يعمل بطريقة خاصة في الشخص الذي يهتم بالعمل، وبطريقة مختلفة في الشخص المنخرط في معاينة الله، وبطريقة مختلفة في الذي يعاين، وبطريقة مختلفة أيضاً في أولئك الذين يطلبونه". إنه يعمل بطريقة خاصة في الشخص الذي يهتم بالعمل، وبطريقة مختلفة في الشخص المنخرط في معاينة الله، وبطريقة مختلفة في الذي يعاين، وبطريقة مختلفة أيضاً في أولئك الأشخاص البارزين المتقدمين في الحياة الروحية، وأيضاً بطريقة مختلفة أيضاً في أولئك الذين صاروا آلهة بالنعمة. توجد أيضاً تنوعات عديدة من جهة المعاينة الإلهية. أظهر الله نفسه لنبي في حلم، ولنبي آخر من خلال الألغاز والأفكار، علي حين أنه ظهر لموسي وجهاً لوجه وليس في ألغاز".
  رد مع اقتباس