عرض مشاركة واحدة
قديم 05 - 11 - 2013, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,652

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التأله والمتألهون

( ج ) نعمة الله وتعاون الإنسان

يُعلم الآباء القديسون أنه في حالة التأله يعمل الله ويتعاون الإنسان. ليس التأله مرحلة نمو بشري طبيعية، ولكنه قوة الله ونعمته من جهة أولئك المستحقين التأله. يكتب القديس مكسيموس المعترف قائلاً: "هكذا نختبر التأله بالنعمة الذي هو فوق الطبيعة بطريقة سلبية، ولا نتممه بطريقة إيجابية؛ لأننا لا نقتني الطبيعة القدرة علي الوصول للتأله".

يشترك الإنسان من خلال جهاده لكي يطهر نفسه لكي يصير مسكناُ لله الحي. يقودنا حفظ وصايا الله إلي التأله. يقول القديس مكسيموس المعترف: "هذا هو الإنجيل الإلهي، شفاعة الله وتعزية للناس بواسطة الابن المتجسد والمصالحة مع الله، مانحاً التأله الأبدي كمكافأة لأولئك الذين يثقون فيه". طاعة الإنجيل، أي وصايا المسيح، تقود الإنسان إلي التأله، الذي ليس هو خليقة جديدة ولكنه مظهر من مظاهر النور في أولئك المستحقين. ينبغي علي الشخص أن يتطهر لكي يتلقى هذا النور. لا تُعرف نعمة التأله "من خلال الدروس ولكن من خلال الطهارة"، وذلك بحسب القديس غريغوريوس بالاماس. من خلال تطهير الجزء الشهواني في النفس، ومن خلال صلاة القلب والنوس، ومن خلال الاستنارة بواسطة النور الإلهي، يصبح نوس الإنسان "مثل ملاك ومثل الله"، وذلك بحسب القديس (65, 105, 225)غريغوريوس بالاماس

بالتالي، تعد الطهارة الطريق لنعمة الله لكي تظهر في قلوبنا. تعتمد هذه الطهارة علي توبة عميقة. إلا أننا نعلم أن هذه التوبة العميقة نفسها تعني حلول نعمة الله. يعلم القديس نيكيتا ستيثاتوس أن قيامة النوس واستنارته "تولد داخل النفس من خلال السكون الراسخ المعتمد علي الفضائل، بواسطة الصلاة الروحية الدائمة وغير المشتتة، بواسطة ضبط النفس الكامل، وبالقراءة الغيورة للكتاب المقدس". يري القديس نيكيتا ستيثاتوس أنه لا يمكن تحقيق التشبه بالله، بالمقدار الذي هو متاح، ما لم يصلح الإنسان تشوهات نفسه أولاً من خلال الدموع الحارة، وما لم يبدأ في ممارسة وصايا المسيح المقدسة.

يعمل الله بوجه عام داخل الشخص الذي كان قد تطهر مستعملاً كل الوسائط المتاحة في الكنيسة والذي أصبح بالتالي قادراً علي تلقي الرحمة الإلهية. يتم التعبير عن تعاون الإنسان من خلال جهاده لإعداد نفسه للاشتراك في النور غير المخلوق.

  رد مع اقتباس