عرض مشاركة واحدة
قديم 05 - 11 - 2013, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التأله والمتألهون

إذ يشترك المتأله في هذه الثايوريا (معاينة الله). فإنه يكتسب بالنعمة طبيعة الله. يقول القديس (65, 105, 225) مكسيموس المعترف أن نعمة الله تجعل أولئك المشاركين فيها "غير مخلوقين، غير مبتدئين، غير محدودين، علي الرغم من كونهم بطبيعتهم الخاصة آتيين من العدم". إذ يكرر القديس غريغوريوس بالاماس كلمات القديس مكسيموس المعترف ويعبر عن نفس الخبرة فإنه يقول أن الشخص الذي اتحد بالله "أصبح بلا بداية ولا نهاية؛ ولم يعد يحيا الحياة التي تبدأ وتنتهي". يكتب القديس باسيليوس الكبير أن تلك النفوس التي استنارت بالروح القدس تنقل هذه النعمة لآخرين وتتلقي في نفس الوقت العديد من المواهب بما فيها "التنبؤ بالمستقبل، فهم الأسرار، إدراك ما هو خفي، توزيع المواهب الروحية، المواطنة السماوية، مكان في خورس الملائكة، فرح بلا نهاية، الثبوت في الله، التشبه بالله، والفائق لكل ذلك، التأله". يصبح المتأله أبدياً وغير فانياً بحسب نعمة الله وسمرته الصالحة، لأن الإنسان يصبح بالشركة ما هو عليه الله بالجوهر.

هذه الثايوريا، أو معاينة الله تلك، هي تأله الإنسان، وهذا التأله هو شركة واشتراك الناس في الله. يري القديس غريغوريوس بالاماس أن: "معاينة النور هي اتحاد، علي الرغم من كونه غير مستمر بالنسبة لأولئك غير الكاملين. الاتحاد بالنور هو ليس إلا المعاينة".

التأله، والثايوريا، والاتحاد بالله هي صورة رئيسية متطابقة. تتحقق معاينة النور غير المخلوق من خلال التأله. يتأله الشخص ويعاين النور غير المخلوق. يقول القديس غريغوريوس بالاماس أنه عندما يعاين المتألهون هذا النور الإلهي فإنهم يعاينونه "بشركة الروح القدس المانحة التأله، من خلال الزيارات السرية للاستنارات المانحة الكمال"، وهم يعاينون لباس التأله. يكون الشخص المتأله متحداً بالله، ويسكن الله داخله. "بينما نبقي بالكلية في الله، فإن الله يسكن فينا بالكلية" ويشركنا ليس في طبيعته، ولكن في مجده وعظمته الشخصية. كما يقول القديس غريغوريوس بالاماس، رئيس أساقفة تسالونيكي ولاهوتي النور غير المخلوق، أن هذا النور هو إلهي وهو ألوهية، لأنه مصدر التأله.

يري القديس نيكيتا ستيثاتوس أن الله هو الحكمة، وأنه "بواسطة التأله من خلال المعرفة الروحية للأمور المخلوقة" أولئك الذين يسلكون في الكلمة والحكمة "يوحدهم بذاته من خلال النور ويجعلهم آلهة بالتبني". يعاين الإنسان النور غير المخلوق من خلال التأله. إنه يتأله، وبواسطة التأله يعاين الله غير المخلوق بالمقدار الذي تطهر به نوسه واستنار. كما يقول القديس غريغوريوس بالاماس "يؤله الله بالتمام" أولئك المستحقين. إلا أننا عندما نقول أن المتألهين يعاينون النور غير المخلوق من خلال التأله، وأن التأله هو نفسه معاينة النور غير المخلوق، فإننا نعني أنهم يصيرون آلهة بالنعمة "دون هوية الجوهر"، كما يقول الآباء القديسون. في هذه الحالة، يكتسب الشخص معرفة الله، لأن معرفة الله هي "شركة في وجود الله، واتحاد معه، ومعاينته. من أجل ذلك يقول القديس ثالاسيوس: "معرفة الثالوث القدوس والمتساوي في الجوهر هي تقديس وتأله الناس والملائكة".

إننا ندرك بالتالي أن التأله ليس مسألة اكتساب بعض الفضائل، علي الرغم من أن تلك أيضاً تشير لبداية حياة جديدة. يمضي التأله إلي ما هو أبعد من الفضائل: إنه معاينة النور غير المخلوق. تعد الفضائل أرضية الشخص لكي يصل لمعاينة الله. يقول القديس غريغوريوس بالاماس أن نعمة التأله هي "فوق الطبيعة والفضيلة والمعرفة"، لأن الفضيلة وكل محاولة للتشبه بالله تعد الإنسان للاتحاد الإلهي، علي حين أن "هذه النعمة تؤدي إلي هذا الاتحاد الفائق للوصف". إذ اختبر نفس القديس نعمة التأله فإنه يقول ببلاغة: "ليست نعمة الفضيلة والحكمة هي نفسها نعمة التأله". تعليم القديس مكسيموس المعترف يتطابق مع ذلك: "إننا نكف عن ممارسة الفضائل بعد هذه الحياة الحاضرة. ولكن علي مستوي أعلي من مستوي الفضائل، لا نكف أبداً عن اختيار التأله بالنعمة". بمعني أننا في الحياة الآتية لن نمارس الفضائل بعد، ولكننا سوف نستمر في التأله. التأله هو ابعد من اكتساب الفضائل. إلا ان الفضائل التي نكتسبها بينما نجاهد لكي نحفظ وصايا المسيح تقودنا نحو التأله.

ينبغي علينا التأكيد علي أننا عندما نتكلم عن التأله فإننا نعني، قبل كل شيء، الاتحاد بالله؛ والوسائل الرئيسة للوصول لهذا الاتحاد هي من خلال معاينة النور غير المخلوق. معاينة النور غير المخلوق هي تأله الإنسان. كل أولئك الذين اقتيدوا نحو الاشتراك في هذا النور، بالإضافة إلي كل الذين يشاركون في هذا النور، يشار إليهم علي أنهم مؤلهَون.



  رد مع اقتباس