إنهم يحققون بهذه الطريقة اتحاد الإيمان وشركة الروح القدس. هكذا "يبقي الله، مصدر كل الأعمال المقدسة، وسط الآلهة، الله الذي هو إله بالطبيعة وسط الآلهة الذين هم آلهة بالتبني".
بتعبير آخر، يوجد داخل الكنيسة أولئك الذين وصلوا لمعرفة الله من خلال التأله، ووصلوا لمرحلة التمجيد. من جهة أخري، يوجد آخرون يتبعون أولئك المتألهين. يشكل ذلك وحدة الكنيسة. هذا هو السبب الذي يجعلنا نقول أنه لم تكن لدينا خبرة التأله، فينبغي علينا أن نطيع أولئك الذين اختبروه، والذين يوصفون بأنهم "متألهين". إنهم القادة الحقيقيون لشعب الله. تنتقل خبرة التأله إلي الناس من خلال أولئك القديسون المتألهين.
ما يقوله القديس نيكيتا مهم. ليس لدي أغلب المسيحيين خبرة شخصية في التاله، وبالتالي "يكملون في الفضيلة بالتطهير، من خلال الكلمات الإلهية التي للقديسين المتألهين والتواصل المقدس معهم، وبحسب تقدمهم وتطهيرهم يشتركون في نفس التأله مثلهم، ويتحدون معهم في إله الاتحاد". يكتسب أغلب المسيحيين معرفة الله ويصلون للكمال من خلال الوحدة والتواصل المقدس مع أولئك المتأليهن.
يعني التأله، بصورة رئيسية، الاشتراك في ملكوت الله. بالتالي، يفسر القديس غريغوريوس السينائي المقصود "بأرض الودعاء" قائلاً أن ملكوت السموات أو "حالة الابن البشرية والإلهية، التي وصلنا إليها أو التي نسعي للوصول إليها...أو أيضاً، الأرض المقدسة هي طبيعتنا البشرية، عندما تتاله أو ربما تتطهر".
لقد قلنا من قبل أن الله هو جوهر وقوة، وأننا نشترك في قوته. تسمي أيضاً قوة الله تلك النعمة الإلهية. سواء قلنا قوة أو نعمة فإننا نعني نفس الأمر. بالنسبة للعديد من المتألهين تظهر خبرة النعمة الإلهية تلك كنور. بالتالي تكون معاينة النور غير المخلوق هي نفسها الاشتراك في نعمة الله ومعاينتها. يقول القديس غريغوريوس بالاماس الذي عاين الله أن النور غير المخلوق واللمعان ليس هو مجرد مفهوم ولكنه قوة مانحة للتأله: "لأنها قوة الروح القدس المانحة التأله التي تعمل، والتي هي غير منفصلة عنه بالمرة". طالما أن معاينة نعمة الله تلك هي التأله، وهذه هي النعمة هي قوة الله الجوهرية، فإن القديس غريغوريوس بالاماس يقول: "التأله بحسب الآباء هو قوة الله الجوهرية".
بالتالي يكون التأله هو معاينة النور غير المخلوق. يكون الشخص المتأله منيراً في هذه الحالة ويصبح روحانياً. يقول القديس باسيليوس الكبير أنه تماماً مثلما تصبح الأشياء اللامعة الشفافة مضيئة عندما يسقط عليها شعاع الشمس، هكذا تصبح النفوس الروحانية المستنيرة بالروح القدس، هي ذاتها روحانية وترسل نعمتها للآخرين". يري القديس سمعان اللاهوتي الحديث أن المتألهين يسطعون ويكونون كما في النار. بحسب القديس غريغوريوس بالاماس، معاينة الله تلك هي ليست أمرً تأملياً أو عاطفياً، إنها ليست تجريداً، "ولكنها الاشتراك في الأمور الفائقة التجريد؛ هي العطاء والأخذ بالأحرى من كونها مجرد عملية نفي". "هذا النور هو إلهي" كما يقول القديس غريغوريوس بالاماس.