05 - 11 - 2013, 03:33 PM
|
رقم المشاركة : ( 3 )
|
† Admin Woman †
|
رد: التأله والمتألهون
( ب ) ما هو التأله؟
ليس موضوعنا مجرد مسألة مصطلحات، ولكن جوهر هذه المصطلحات. إننا نحتاج هنا إلي أن نأخذ في الاعتبار ما هو المقصود فعلياً بالتأله.
إنني أعي تماماً أن الآباء القديسين ينصحوننا ألا نكون فضوليين من جهة التأله، بل أن نتبع كلمات أولئك الذين اختبروه، وفوق كل شيء أعمالهم. لا ينبغي علينا التأمل في التأله، لأن التأله هو أمر ينبغي أن يُعاش، وهو فوق كل اسم. يكتب القديس غريغوريوس بالامس قائلاً: "بالتالي لا تكونوا فضوليين، لكن اتبعوا في اعمالكم أولئك المختبرين، أو علي الأقل في كلماتكم، باقين راضين بالمظاهر الخارجية للنعمة. التأله في الحقيقة هو فوق كل اسم" ينبغي علينا أن نكون واعين أن التأله "حتي عندما نتحدث عنه... يبقي فائقاً للوصف، وبحسب الآباء يمكن أن يُسمي من قبل أولئك الذين اقتنوه فقط". حتي عندما يختبر شخص التأله ويتكلم عنه، فإنه يظل غير قادر علي التعبير عنه بدقة، لأنه يبقي غير معبر عنه. لهذا السبب لا ينبغي علينا التأمل في هذا المضوع ولكن مجرد أن نقبل تعليم الآباء القديسين. بالتالي سوف نتناول الكيفية التي تكلم بها الآباء القديسون عن حالة التأله المباركة.
يقول القديس ديونيسيوس الأريوباغي عن هذا الموضوع: "يتكون التأله من الصيرورة بقدر الإمكان علي شبه الله والاتحاد به". اتحاد الإنسان بالله، بمقدار ما هو ممكن وقابل للتحقيق، يسمي تألهاً في اللغة الآبائية. إلا أننا لا نستطيع علي كل حال مناقشة التأله دون الإشارة إلي جوهر وقوة الله. بحسب لاهوت الآباء، الله له جوهر وقوة، وفي الله يتحد الجوهر والقوة منفصلين، وينفصلان بينما يبقيان متحدين. إنه أمر مستحيل تماماً علي البشر ان يشاركوا في جوهر الله، علي حين أنهم يستطيعون المشاركة في قوته. كل من جوهر الله وقوته هما الألوهية. بالتالي، يتحدث القديس غريغوريوس بالاماس عن الألوهية "العليا" والألوهية "الدنيا"، قاصداً جوهر وقوة الله. لا تعني حقيقة كونه تكلم عن قوة الله الجوهرية أنه كان يؤمن بإلهين، كما ادعي متهموه، لأنه كان يشير إلي سر الانفصال غير المنفصل لجوهر الله وقوته. إننا عندما نشترك في الله، نشترك في قوته الجوهرية. القديس غريغوريوس بالاماس واضح في هذه النقطة: "عطية الروح القدس المانحة التأله ليست هي جوهر الله الفائق الجوهر، لكنها القوة المانحة التأله التي لهذا الجوهر الفائق الجوهر، ومع ذلك هي ليست كل قوته، حتي لو كانت غير قابلة للتقسيم في ذاتها".
التأله هو الاشتراك في قوة الله. يقول القديس نيكيتا ستيثاتوس: "التأله في هذه الحياة الحاضرة هو الطقس النوسي والمقدس بحق الذي فيه يجعل كلمة الحكمة غير المنطوق بها ذاته ذبيحة مقدسة ويعطي ذاته، بمقدار ما هو ممكن، لأولئك الذين أعدوا أنفسهم". إنه يستكمل قائلاً أن الله يعطي هذا التاله من أجل وحدة الإيمان. بالتالي يوجد البعض ممن يختبرون التأله "بالاشتراك، من خلال معرفتهم بالأمور الإلهية" ويصبحون "متشابهون لصورة ابنه.. وبالتالي يصبحون آلهة للناس الآخرين الموجودين علي الأرض". ثم يوجد آخرون، الذين من خلال خضوعهم لكلمات القديسين المتألهين السابق ذكرهم، ومن خلال "تواصلهم المقدس" معهم يكملون في الفضيلة وبالتالي يشتركون في نفس التأله مثلهم، ويشتركون معهم في إله الاتحاد".
|
|
|
|